منتدي محمد السيد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةمنتدي محمدالسيدأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
المواضيع الأخيرة
» مزكره لغه انجليزيه للثالث الاعدادى ترم ثانى 2019
عرف نبيك صلى الله عليه وسلم Emptyالخميس مارس 14, 2019 12:14 pm من طرف أ/السيد حسين

» اجابات كتاب جم للثالث الاعدادى ترم ثانى لغه انجليزيه 2019
عرف نبيك صلى الله عليه وسلم Emptyالخميس مارس 14, 2019 12:06 pm من طرف أ/السيد حسين

»  مذكرة هندسة للصف الأول الثانوي الترم الثاني 2018 شرح ومراجعة وتمارين
عرف نبيك صلى الله عليه وسلم Emptyالخميس مارس 14, 2019 12:01 pm من طرف أ/السيد حسين

» حصريا نتيجه الثالث الاعدادى محافظه الدقهليه ترم اول 2019
عرف نبيك صلى الله عليه وسلم Emptyالأربعاء فبراير 06, 2019 9:08 pm من طرف أ/السيد حسين

» نتيجة الشهادة الإعدادية محافظه الدقهليه ترم اول 2019
عرف نبيك صلى الله عليه وسلم Emptyالأربعاء فبراير 06, 2019 8:57 pm من طرف أ/السيد حسين

» نتيجة الشهادة الإعدادية محافظه الدقهليه ترم اول 2019
عرف نبيك صلى الله عليه وسلم Emptyالأربعاء فبراير 06, 2019 8:53 pm من طرف أ/السيد حسين

» نتيجة الشهادة الإعدادية محافظه الدقهليه ترم اول 2019
عرف نبيك صلى الله عليه وسلم Emptyالأربعاء فبراير 06, 2019 8:51 pm من طرف أ/السيد حسين

» نتائج الطلاب الاعدادية 2019 فى جميع المحافظات
عرف نبيك صلى الله عليه وسلم Emptyالثلاثاء فبراير 05, 2019 2:16 pm من طرف أ/السيد حسين

» محافظ الدقهلية يعتمد نتيجة امتحانات الشهادة الإعدادية بنسبة نجاح 72.5%
عرف نبيك صلى الله عليه وسلم Emptyالأحد فبراير 03, 2019 5:00 pm من طرف أ/السيد حسين

» نتيجه الشهاده الاعداديه ترم اول 2019
عرف نبيك صلى الله عليه وسلم Emptyالأحد فبراير 03, 2019 4:55 pm من طرف أ/السيد حسين

» دراسات اجتماعيه لاول الاعدادى ترم اول 2018
عرف نبيك صلى الله عليه وسلم Emptyالسبت ديسمبر 15, 2018 1:36 pm من طرف أ/السيد حسين

» مذكرة شاملة فى شرح منهج الجبر الترم الثانى للصف الأول الثانوى
عرف نبيك صلى الله عليه وسلم Emptyالثلاثاء نوفمبر 13, 2018 6:34 pm من طرف حبيبة

»  نموذج تحويل بين المدارس
عرف نبيك صلى الله عليه وسلم Emptyالأربعاء أغسطس 01, 2018 10:47 am من طرف أ/السيد حسين

» إعلان أرقام الجلوس ومقار اللجان للطلاب المتقدمين لمدارس المتفوقين
عرف نبيك صلى الله عليه وسلم Emptyالثلاثاء يوليو 31, 2018 10:38 am من طرف أ/السيد حسين

» اوائل الدبلومات الفنيه جميع التخصصات تجارى زراعى صناعى 2018
عرف نبيك صلى الله عليه وسلم Emptyالأربعاء يوليو 11, 2018 6:14 pm من طرف أ/السيد حسين

» نتيجه الدبلومات الفنيه جميع التخصصات تجارى زراعى صناعى 2018
عرف نبيك صلى الله عليه وسلم Emptyالأربعاء يونيو 27, 2018 6:22 pm من طرف أ/السيد حسين

» الان نتيجه الدبلومات الفنيه 2018
عرف نبيك صلى الله عليه وسلم Emptyالأربعاء يونيو 27, 2018 6:21 pm من طرف أ/السيد حسين

» نتيجه الدبلومات الفنيه جميع التخصصات تجارى زراعى صناعى 2018
عرف نبيك صلى الله عليه وسلم Emptyالإثنين يونيو 18, 2018 11:09 am من طرف أ/السيد حسين

» نتيجه الدبلومات الفنيه جميع التخصصات تجارى زراعى صناعى 2018
عرف نبيك صلى الله عليه وسلم Emptyالسبت يونيو 16, 2018 5:11 pm من طرف أ/السيد حسين

» نتيجه الدبلومات الفنيه جميع التخصصات تجارى زراعى صناعى 2018
عرف نبيك صلى الله عليه وسلم Emptyالسبت يونيو 16, 2018 5:06 pm من طرف أ/السيد حسين

» أوائل الشهادة الإعدادية بكفر الشيخ ترم تانى 2018
عرف نبيك صلى الله عليه وسلم Emptyالأحد مايو 27, 2018 10:37 pm من طرف أ/السيد حسين

» بالاسم ورقم الجلوس.. نتيجة الشهادة الإعدادية في الدقهلية 2018 ترم تانى
عرف نبيك صلى الله عليه وسلم Emptyالأحد مايو 27, 2018 10:34 pm من طرف أ/السيد حسين

» تحميل كتب الصف الثالث الإعدادي ترم ثاني 2018
عرف نبيك صلى الله عليه وسلم Emptyالخميس مايو 24, 2018 11:53 pm من طرف أ/السيد حسين

» مراجعة-الكيمياء-العضوية-بالعامية-لثالثة-ثانوى.pdf
عرف نبيك صلى الله عليه وسلم Emptyالخميس مايو 24, 2018 11:47 pm من طرف أ/السيد حسين

» حل-اختبارات-كتاب-الوزارة-فى-التفاضل-و-التكامل-لثالثة-ثانوى-pdf
عرف نبيك صلى الله عليه وسلم Emptyالخميس مايو 24, 2018 11:40 pm من طرف أ/السيد حسين

» معرفة نتيجة الشهادة الاعدادية 2018 برقم الجلوس ترم تانى
عرف نبيك صلى الله عليه وسلم Emptyالخميس مايو 24, 2018 12:58 pm من طرف أ/السيد حسين

» نتيجه الشهاده الاعداديه ترم تانى محافظه ىالدقهليه 2018
عرف نبيك صلى الله عليه وسلم Emptyالخميس مايو 24, 2018 12:53 pm من طرف أ/السيد حسين

» نتيجه الشهاده الابتدائيه والاعداديه ازهر ترم تانى 2018
عرف نبيك صلى الله عليه وسلم Emptyالخميس مايو 24, 2018 12:45 pm من طرف أ/السيد حسين

» نتيجه الشهاده الاعداديه ترم تانى 2018
عرف نبيك صلى الله عليه وسلم Emptyالخميس مايو 24, 2018 12:36 pm من طرف أ/السيد حسين

» المراجعه النهائيه والامتحانات سكرتاريه عربى لدبلوم التجاره 2017
عرف نبيك صلى الله عليه وسلم Emptyالخميس فبراير 22, 2018 10:02 am من طرف أ/السيد حسين

» المراجعه النهائيه والامتحانات سكرتاريه افرنجى لدبلوم التجاره 2017
عرف نبيك صلى الله عليه وسلم Emptyالخميس فبراير 22, 2018 9:57 am من طرف أ/السيد حسين

» المراجعه النهائيه والامتحانات حاسب الى لدبلوم التجاره 2017
عرف نبيك صلى الله عليه وسلم Emptyالخميس فبراير 22, 2018 9:54 am من طرف أ/السيد حسين

» المراجعه النهائيه والامتحانات فن انتاج لدبلوم التجاره 2017
عرف نبيك صلى الله عليه وسلم Emptyالخميس فبراير 22, 2018 9:51 am من طرف أ/السيد حسين

» المراجعه النهائيه والامتحانات لدبلو التجاره 2017
عرف نبيك صلى الله عليه وسلم Emptyالخميس فبراير 22, 2018 9:43 am من طرف أ/السيد حسين

» دروس ومزاكره على النت جميع مراحل التعليم 2018
عرف نبيك صلى الله عليه وسلم Emptyالأربعاء فبراير 07, 2018 5:01 pm من طرف أ/السيد حسين

» مراجعات ودروس لجميع مراحل التعليم ابتدائى واعدادى وثانوى
عرف نبيك صلى الله عليه وسلم Emptyالأربعاء فبراير 07, 2018 5:00 pm من طرف أ/السيد حسين

» بحث عن/ الاتحادات الطلابية قيادات واعية
عرف نبيك صلى الله عليه وسلم Emptyالإثنين فبراير 05, 2018 8:32 am من طرف أ/السيد حسين

» بحث عن عمر ابن الخطاب
عرف نبيك صلى الله عليه وسلم Emptyالأحد فبراير 04, 2018 3:34 pm من طرف أ/السيد حسين

» نتيجه الثالث الاعدادى ترم اول 2018 الدقهليه
عرف نبيك صلى الله عليه وسلم Emptyالخميس فبراير 01, 2018 5:38 pm من طرف أ/السيد حسين

» نتيجه الثالث الاعدادى ترم اول 2018 الدقهليه
عرف نبيك صلى الله عليه وسلم Emptyالخميس فبراير 01, 2018 5:36 pm من طرف أ/السيد حسين

الساعة
الصف الاول الابتدائي
الصف الثاني الابتدائي
الصف الثالث الابتدائي
الصف الرابع الابتدائي
الصف الخامس الابتدائي
الصف السادس الابتدائي
التعليم الثانوي

 

 عرف نبيك صلى الله عليه وسلم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أ/السيد حسين
المدير
المدير
أ/السيد حسين


ذكر
عدد الرسائل : 6001
العمل/الترفيه : معلم أول ا
المزاج : عال العال
تاريخ التسجيل : 01/04/2009

عرف نبيك صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: عرف نبيك صلى الله عليه وسلم   عرف نبيك صلى الله عليه وسلم Emptyالإثنين فبراير 08, 2010 8:18 pm

﴿ﻣﺤمد صﻠﻰ الله عليه وسلم ﻓﻲ القرآن والسنة﴾
عبد الرﺣﻤن بن عبد الله السحيم
2009 ‐ 1430
1
المقدمة
الحمد لله الذي ك  رم الإنسان بالإيمان ، وميزه بالعقل ، ولم يجعله كسائر المخلوقات ، تعيش بلا
هدف ، أو تعيش لغيرها ، بل  جعله مفكِّرًا ، يسمو ِبفكره ، ويع  مل عقله .
ومن هنا قال الله تعالى : ( وَلقََدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي البَْرِّ وَالبَْحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ
. [ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تفَْضِيلاً ) [الإسراء: 70
هذا التكريم الرباني هو في الأصل للأصل ، أي لجنس النوع الإنساني ، إلا أن الإنسان ِبنفسه
يسمو بالإيمان ، أو ينح ّ ط بانعدامه .
َّا خَلَقْنَا � وقد  جعل الله له اختيارًا ، وأعطاه عق ً لا ، وأوضح له ال  سبيل ، وأبان له الطريق (إِ
، اَّ هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ) [الإنسان: 2 � بَْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِ يرًا ( 2) إِ � طُْفَةٍ أَمْشَاجٍ � سَْانَ مِنْ � الإِ
. [3
اً وَشَفَتَيْنِ ( 9) وَهَدَيْنَاهُ � جَْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ ( [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وَلِسَا � وقال رب العزة سبحانه عن هذا الإنسان : (أَلَمْ
. [10- النَّجْدَيْنِ ) [البلد: 8
ومن عدل الله و  حكمته أن أرسل ال  ر  سل ، وأن  زل ال ُ كتب ، وأقام البينات ، ون  صب الأدّلة
على وحدانيته .
فأيد  ر  سله بالمعجزات والآيات الباهرات ، فلم يبق أمام أعداء ال  ر  سل – بل وأعداء الع ْ قل –
إلا المكابرة والمعاندة .
فإن إنكار الوحدانية لله  دْفع ِبال  ص  در ، و  ضرب بالو  جه .
فإن النفوس شاهدة بأن الله ليس له شريك .
بل الوجود أجمع شاهد بذلك .
وقد ضرب الله الأمثلة على ذلك ، فمن ذلك قوله تعالى : (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لفََسَدَتاَ )
[الأنبياء: 22 ] أي لو كان في الأرض والسماء آلهة متعددة َلفَسد  ت السماوات والأرض ، فالعقل
والمنطق يقول : إما أن يتغّلب إله على إله على آخر ، فيكون الغالب هو المتف  رد ، وإما أن يذهب كل
2
إله بما له من ملك ومكان و  خْلق ، وهنا يفسد أمر السماوات والأرض ، ولذا قال رب العزة سبحانه
: (مَا اتخََّذَ اللَّهُ مِنْ وَلدٍَ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍَ إِذًا لذََهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بمَِا خَلَقَ وَلعََلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا
[ يَصِفُونَ) [المؤمنون: 91
ومن هنا فإننا ندعو كل إنسان منصف عاقل أن يتأمل في هذا المعنى ، وأن يعلم أن دعوة
رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم لم تخرج عن دعوات الأنبياء السابقين ، بل هي منتظمة في
 سلكهم ، سائرة في طريقهم ، مقتفية آثارهم ، ومن هنا قال رب العزة سبحانه : (قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ
. [ الرُّسُلِ) [الأحقاف: 9
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنا أولى الناس بابن مريم ، والأنبياء أولاد علات ، ليس
بيني وبينه نبي . رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية لمسلم : أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الأولى والآخرة . قالوا : كيف يا رسول
الله ؟ قال : الأنبياء إخوة من علات ، وأمهام شتى ، ودينهم واحد ، فليس بيننا نبي .
ودعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم استجابة لدعوة أبي الأنبياء إبراهيم الخليل عليه الصلاة
َّكَ � والسلام ، حينما قال : (رَبنََّا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِْتَابَ وَالحِْكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِ
. [ تَْ العَْزِيزُ الحَْكِيمُ) [البقرة: 129 �أَ
هي ِبشارة نبي الله عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام .
يِّ رَسُولُ اللَّهِ إِليَْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ � قال الله تبارك وتعالى : (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِ
. [ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا برَِسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ باِلبَْيِّنَاتِ قَالوُا هَذَا سِحْر مُبِين) [الصف: 6
ونحن إذ نضع بين يدي القارئ هذا الموضوع لنرجو الله وندعوه أن يفتح به أعينًا عميًا ، وآذانا
 ص  ما ، وقلوبًا ُ غْلفا .
3
ونضع بين يدي القارئ أعظم إنسان في العالم [ محمد صلى الله عليه وسلم ] ليقف بنفسه على
بعض البشارات التي  و رد  ت في ال ُ كتب المتقدمة من ُ كتب أهل الكتابات ، والتي كانت سببا في إسلام
الكثيرين من أهل الكتاب .
كما نضع بين يديه إشارات إلى البشارات من خلال واقع معا  صريه صلى الله عليه وسلم ،
سواء ممن آمن به أو ممن لم يؤمن به ، وإن كان أضمر ذلك في نفسه ، وأق  ر به في قرارة نفسه .
كما نشير إلى طريقة القرآن في إثبات نبوة محمد صلى الله عليه وسلم .
وأشرنا إلى الأدّلة العقلية التي تقتضي  صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم .
وأن دعوته ليست ِبدعًا من الدعوات ، وهو لم يخالف ال  رسل والأنبياء في أصل الدعوة إلى
وحدانية الله وإفراده بالعبودية .
بل هذا أمر اتفقت عليه الرسالات ، وتتابع عليه الأنبياء ، وأقر به المو  حدون على م  ر الأزمان ،
حتى كان ذلك الإقرار في فترات  خل  ت من ال  ر  سل ، كتلك الفترة التي  سبق  ت مبعثه صلى الله عليه
وسلم ، فقد  و ِ جد فيها من أفراد الناس من يو  حد الله ، ولا يأكل ما ُ ذِبح لغير الله ، وكان هؤلاء
ينكرون  عبادة غير الله .
وقد آن أن نترك القارئ مع محاور هذا الموضوع ، وهي كالتالي :
-1 أعظم إنسان في العالم في القرآن والسنه.
-2 أعظم إنسان في العالم في كتب أهل الكتاب.
4
( أعظم إنسان في العالم في القرآن والسنه )
محمد صلى الله عليه وسلم في القرآن والسنة
لقد قرر الله في كتابه اْل  مِبين نبوة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ِب ُ طرق كثيرة متن  وعة ، "
يع  رف ا كمال  صدقه صلى الله عليه وسلم ، فأ  خبر أنه ص  دق المرسلين ، و  دعا إلى ما  دعوا إليه ،
وأن جميع المحاسن التي في الأنبياء فهي في محمد صلى الله عليه وسلم ، وما ن  زهوا عنه من النواقص
والعيوب فمحمد أولاهم وأحّقهم ذا التن ِ زيه ، وأن شريعته مهيمنة على جميع الشرائع ، وكتابه
مهيمن على كل ال ُ كتب ، فجميع محاسن الأديان وال ُ كتب قد  جمعها هذا الكتاب وهذا ال  دين ، وَفاق
عليها ِبمحا  سن وأوصاف لو تو  جد في غيره ، وق  رره نبوته بأنه أم  ي لا يكتب ولا يقرأ ، ولا  جاَلس
أحدا من أهل العلم بال ُ كتب السابقة ، بل لم يفجأ الناس حتى جاءهم ذا الكتاب الذي لو اجتمعت
الإنس والجن على أن يأتوا بمثله ما أتوا ، ولا َق  دروا ، ولا ه  و في استطاعتهم ، ولو كان بعضهم
لبعض ظهيرًا ، وأنه محال مع هذا أن يكون من تلقاء نفسه ، أو متق  ول ، أو متو  هم فيما جاء به .
وأعاد في القرآن وأبدى في هذا النوع ، وق  رر ذلك بأنه يخِبر بقصص الأنبياء السابقين مط  ولة على
الوجه الواقع الذي لا يستريب فيه أحد ، ثم يخبر تعالى أنه ليس له طريق ولا وصول إلى هذا إلا بما
اَدَيْنَا � ِبِ الطُّ ورِ إِذْ � آتاه الله من الوحي ، كمثل قوله تعالى لما َ ذ َ كر قصة موسى مط  ولة : (وَمَا كُنْتَ بجَِا
ِبِ الغَْرْبيِِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلىَ مُوسَى الأَمْرَ) ، وكما في قوله : (وَمَا كُنْتَ لدََيْهِمْ � وَلكَِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبكَِّ) ، (وَمَا كُنْتَ بجَِا
إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيهُُّمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لدََيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ) ، ولما َ ذ َ كر قصة يوسف وإخوته مط  ولة قال :
(وَمَا كُنْتَ لدََيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ) .
فهذه الأمور والإ  خبارات المف  صلة التي يف  صلها تفصيلا لم يتم ّ كن أهل الكتاب الذين في وقته ولا
من بعدهم على تكذيبه فيها ولا معا  رضته – من أكبر الأدلة على أنه رسول الله حّقًا .
وتارة يق  رر نبوته ِبكمال حكمة الله وتمام ُقدرته ، وأن تأييده لرسوله ، ون  صِ ره على أعدائه ،
وتمكينه في الأرض موافق غاية الموافقة لحكمة الله ، وان من َق  دح في رسالته فقد َق  دح في  حكْ  مة الله
وفي ُق  د  رته .
5
وكذلك ن  صره وتأييده الباهر على الأمم الذين هم أقوى أهل الأرض من آيات رسالته ، وأدلة
توحيده ، كما هو ظاهر للمتأملين .
وتارة يق  رر نبوته ورسالته بما حا  زه من أوصاف الكمال ، وما هو عليه من الأخلاق الجميلة ،
وأن كل  خُلق عال ساٍم َفل  رسول الله صلى الله عليه وسلم منه أعلاه وأكمله ؛ َف  من ع ُ ظمت  صفته
وفاَق  ت نعوته جميع اْل  خْلق التي أعلاها ال  صدق . أليس هذا أكبر الأدلة على أنه رسول رب العالمين ،
والمصطفى المختار من اْل  خْلق أجمعين ؟
وتارة يق  ررها بما هو موجود في ُ كتب الأولين ، وبشارات الأنبياء والمرسلين ، إما باسمه اْلعَلم ،
أو بأوصافه الجليلة ، وأوصاف أمته ، وأوصاف  دينه .
وتارة يق  رر رسالته بما أخبر به من الغيوب الماضية ، والغيوب المستقبلة ، التي  وَقع  ت في زمانه ،
والتي لا تزال تَقع في كل وقت ، فلولا الوحي ما وصل إليه شيء من هذا ، ولا له ولا لغيره طريق
إلى العلم به .
وتارة يق  ررها ِبحفظه إياه ، و  عصمته له من اْل  خْلق ، مع تكالب الأعداء وضغطهم ، وج  دهم
التام في الإيقاع به بكل ما في وسعهم ، والله يع  صمه ، ويمنعه ، وينصره ! وما ذاك إلا لأنه رسوله حقًا
، وأمينه على وحيه .
وتارة يق  رر رسالته ِب  ذ ْ كر عظمة ما جاء به ، وهو القرآن الذي ( لا يَأْتِيهِ البَْ اطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ
خَلْفِهِ تنَْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ) وتح  دى أعداءه وم  ن َ كَفر به أن يأتوا بمثله ، أو ِبعشر سور مثله ، أو ِبسورة
واحدة ، فعجزوا ، ونكصوا ، وباؤوا بالخيبة والَف  شل ! وهذا القرآن أكبر أدّلة رسالته ، وأجّلها ،
وأع  مها .
وتارة يق  رر رسالته بما أظهر على يديه من المعجزات ، وما أجرى له من الخوارق والكرامات
الداّلة – كل واحد ِبمف  ر  ده منها ، فكيف إذا اجتمعت – على أنه رسول الله الصادق المصدوق ،
الذي لا ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى .
وتارة يق  ررها ِبعظيم شفقته على اْل  خْلق ، و  حن  وه الكامل على أمته ، وانه بالمؤمنين رؤوف رحيم
، وانه لم يوجد ، ولن يو  جد أحد من اْل  خْلق أعظم شفقة وِبرًا وإحسانًا إلى الخلق منه ، وآثار ذلك
ظاهرة للناظرين .
6
فهذه الأمور والطُّ  رق قد أكثر الله من  ذكرها في كتابه ، وق  ررها ِبعبارات متن  وعة ، ومعاني
مف  صلة ، وأساليب عجيبة ، وأمثلتها تفوق العد والإحصاء " [ بطوله من القاعدة السابعة من : "
القواعد الحسان المتعلقة بتفسير القرآن " للشيخ السعدي رحمه الله ] .
فهذه الأمور التي ق  ررها الشيخ وبسطها هي من ألأدلة العقلية المتفقة مع الأدلة النقلية ، فالله
تبارك وتعالى خا َ طب العقول ، ولذا نعى على العرب أم لا يع  ملون عقولهم في رسالة محمد صلى الله
عليه وسلم ، وفيما جاء به رسول الله عليه الصلاة والسلام ، فمن ذلك :
قوله تعالى : ( أَلمَْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الكِْتَابِ أَنْ لا يَقُولوُا عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الحَْقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الآَخِرَةُ
. [ خَيْر لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تعَْقِلُونَ ) [الأعراف: 169
وقوله تعالى : ( قُلْ لوَْ شَاءَ اللَّهُ مَا تلََوْ تهُُ عَلَيْكُمْ وَلا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لبَِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلا تعَْقِلُونَ )
. [ [يونس: 16
. [ اً عَرَبيِا لعََلَّكُمْ تعَْقِلُونَ ) [يوسف: 2 � زَْلنَْاهُ قُرْآَ � اَّ أَ � وقوله سبحانه وتعالى : ( إِ
. [ زَْلنَْا إِليَْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تعَْقِلُونَ ) [الأنبياء: 10 � وقوله عز وجل : ( لقََدْ أَ
إلى غير ذلك من الآيات التي خا َ طب  ت عقول الناس ، أفلا ترون إلى هذا النبي الذي ُأرسل إليكم
، لم يكن قبل اليوم يتلو من كتاب ( وَمَا كُنْتَ تتَْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تخَُطُّ هُ بيَِمِينِكَ إِذًا لارْتَابَ المُْبْطِلُونَ )
؟ [ [العنكبوت: 48
كما أن هذا النبي الذي ُأر  سل إليكم لِبث فيكم سنين عددا قبل بعثته ، فأنتم تعرفون خلَُقه ،
وتعرفون أمانته ، وهو ذو نسب فيكم ، بل هو من أشرافكم .
هذا خطاب للعقول السليمة أن تتف ّ كر وتتأمل قبل أن تكذِّب هذا الرسول الذي يأتيهم بأنباء
الغيب ، والتي لم ي ِ جدوا لها م  دَفع ، إلا أن يدَفع في ال  ص  در ، ويقال عن الشمس في رابعة النهار ليس
دوا غيم : هذا ليل !
فمن ذلك أنه أخبر بنبأ َ غَلبة ال  روم – النصارى – فيما بعد ، وذلك في َأم  د قريب :
7
ىَ الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ( 3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ � ( غُلِبَتِ الرُّومُ ( 2) فِي أَدْ
بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ المُْؤْمِنُونَ ( 4) بنَِصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ العَْزِيزُ الرَّحِيمُ ( 5) وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلكَِنَّ
. [6- أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ) [الروم: 2
وقد  وَقع هذا خلال الزمن الذي جاء به الوحي ، والذي  ح  دد ب (بِضْعِ سِنِينَ ) من الثلاث إلى
التسع سنوات .
ودارت الأيام ، و  داَل  ت ال  روم على فارس ، وانتصر  ت الروم من بعد َ غَلِبهم .
هذه آيات باهرات ، ومعجزات ظاهرات ، لم يستطيعوا  دفعها ولا ر  دها في حقيقة الأمر ، وإنما
ر  دوها ظلما و  عل  وًا ، كما قال تعالى عن آل فرعون مع موسى عليه الصلاة والسلام : ( فَلَمَّا جَاءَتهُْمْ
ظُْرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ � فُْسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوا فَا � آَيَاتنَُا مُبْصِرَةً قَالوُا هَذَ ا سِحْر مُبِين ( 13 ) وَجَحَدُوا بهَِا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَ
. [ المُْفْسِدِينَ ) [النمل: 14 ،13
ثم يذ ّ كرهم مع جحودهم ، بأن هذا النبي لو كان كاذبًا لم يم ّ كن له في الأرض ، ولا ن  صره الله
هَُّ لقََوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ( 40 ) وَمَا هُوَ بقَِوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تؤُْمِنُونَ ( 41 ) وَلا بقَِوْلِ كَاهِنٍ � على أعدائه ، فقال تعالى : ( إِ
( اَ مِنْهُ بِاليَْمِينِ ( 45 � قَلِيلاً مَا تذََكَّرُونَ ( 42 ) تنَْزِيلٌ مِنْ رَبِّ العَْالمَِينَ ( 43 ) وَلوَْ تقََوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ ( 44 ) لأَخَذْ
[46- ثمَُّ لقََطَعْنَا مِنْهُ الوَْتِينَ ) [الحاقة: 40
وهذه أدلة عقلية تخا  طب العقول إن كانت تعي !
كيف يمكِّن الله لمن َ ك َ ذب عليه ؟
وكيف ينصر الله من  زعم أن الله أرسله ؟
( أي : لو كان كاذبا على الله َلَق  صمه ولم يمكِّن له ولم ينصره )
فإن  سنة الله أنه يأخذ الظالم أخذ عزيز مقتدر ، وأنه يملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته
8
والله لا يحب الظالمين ، ولا يحب الكا  ذبين ، ولا يصلح أعمال المفسِ  دين ، قال تعالى : (إِنَّ اللَّهَ
. [ لا يُصْلِحُ عَمَلَ المُْفْسِدِينَ) [يونس: 81
وقد نصر الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم ، وأظهر صدقه ، وأيده على أعدائه ،
ون  صره عليهم ، حتى طأطأت أمامه رؤوس الجبابرة ، وخضعت له صناديد قريش ، وبَلغ  ت دعوته
المشارق والمغا ِ رب ، واعترف ِبصدقه القريب والبعيد ، والعدو اْل  محا ِ رب .
وقد ص  دقه أهل الكتاب ، وعرفوه بصفاته المذكورة في ُ كتبهم .
روى البخاري من طريق عطاء بن يسار قال : َلقيت عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله
عنهما قلت : أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة . قال : أجل والله إنه
لموصوف في التوراة ببعض  صفته في القرآن : يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا و  حرزا
للأميين ، أنت عبدي ورسولي ،  س  ميتك المتوكل ، ليس بفظ ولا غليظ ولا  س  خاب في الأسواق ، ولا
يدفع بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر ، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا لا إله
إلا الله ، ويفتح ا أعينا  عميا ، وآذانا  صما ، وقلوبا ُ غلفا .
ومن هنا فإننا نخا  طب العقول التي تعي أن تتأمل في حياة ذلك الرجل العظيم ، الذي شِ هد
بنبوته كل من  صف من أهل الكتاب ، كعبد الله بن سلام الذي كان يهوديا فأسَلم لما رأى وجه النبي
محمد صلى الله عليه وسلم ، فقال : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئ  ت في الناس لأنظر إليه ،
فلما استثب  ت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم  ع  رْف  ت أن وجهه ليس بوجه ك ّ ذاب . رواه الإمام
أحمد والترمذي وابن ماجه .
وهو الذي قال الله في شأنه : (  و  ش ِ ه  د شاهد م  ن بِني ِإ  س  رائي َ ل  عَلى مثْله فَآَم  ن  واست ْ كب  رت  م )
ولذا ذهب غير واحد من المف  سرين إلى أن المقصود بالآية هو عبد الله بن سلام رضي الله عنه .
فهو قد شهد شهادة الحق ، وأخبر أن صفة النبي صلى الله عليه وسلم في التوراة .
وقصة إسلامه في صحيح البخاري .
9
وش ِ هد كذلك هرقل ( رئيس النصارى في زمانه ) بصدق نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
فإنه لما جاء كتاب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلى هرقل – عظيم ال  روم – لم يُقل : هذه
رسالة خاصة بالعرب ، ولا بالأعراب ، كما لم يُقل : هذا غير صادق ، وإنما قال لأبي سفيان – وكان
أبو سفيان آنذاك مشرِكًا – : فإن كان ما تقول حقًا فسيملك موضع قدمي هاتين ، وقد كنت أعلم
أنه خارج لم أكن أظن أنه منكم ، فلو أني أعلم أني أخلص إليه لتج  شم  ت لقاءه ، ولو ُ كن  ت عنده
َلغ  سْل  ت عن َق  دمه . رواه البخاري ومسلم .
وآمن به ملك الحبشة ( النجاشي ) ، وقال عن القرآن – وقد  س  مع آيات من سورة مريم –
فبكى حتى أخضل لحيته ، وب َ ك  ت أساقفته حتى أخضلوا مصاحفهم حين سمعوا ما تْل  ي عليهم ، ثم قال
النجاشي : إن هذا والله والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة . رواه الإمام أحمد .
كما ش ِ هد بنبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم غير واحد من اليهود ، مع أم لم يؤمنوا به إلا
أم اعترفوا أنه هو الذي ُ ذ  كر و  و  صف في التوراة .
يهود يشهدون بنبوة نبينا صلى الله عليه وسلم
ش ِ هدت اليهود بصدق نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
قال الله عز وجل : (  وَل  ما  جاء  ه  م كتاب م  ن عن  د الّله مصدق لِّ  ما معهم  و َ كانواْ من َقبلُ ي  ست ْ فت  حو َ ن
 عَلى الَّذي  ن َ كَف  روْا َفَل  ما  جاء  هم ما  ع  رُفوْا َ كَف  روْا ِبه َفَلعنةُ اللَّه  عَلى الْ َ كافرِي  ن )
وعن أنس رضي الله عنه قال : كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض ، فأتاه النبي
صلى الله عليه وسلم يعوده فقعد عند رأسه فقال له : أسلم . فنظر إلى أبيه وهو عنده ، فقال له :
أطع أبا القاسم صلى الله عليه وسلم ، فأ  سَل  م ، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول : الحمد
لله الذي أنقذه من النار . رواه البخاري .
فهذا اليهودي أمر ابنه أن يطيع أبا القاسم ، مما يد ّ ل على أنه يعلم في قرارة نفسه بصدق نبوة النبي
صلى الله عليه وسلم .
10
وح  دث سلمة بن سلامة بن وقش - وكان من أصحاب بدر - قال : كان لنا جار من يهود في بني
عبد الأشهل قال : فخرج علينا يوما من بيته قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بيسير فوقف على
مجلس عبد الأشهل . قال سلمة : وأنا يومئذ أ  ح  دث من فيه سنًا على بردة مضطجعا فيها بفناء أهلي
فذكر البعث والقيامة والحساب والميزان والجنة والنار ، فقال ذلك لقوم أهل شرك أصحاب أوثان لا
يرون أ ّ ن بعثًا كائن بعد الموت ، فقالوا له : ويحك يا فلان ترى هذا كائنًا أن الناس يبعثون بعد موم
إلى دار فيها جنة ونار ، يجزون فيها بأعمالهم ؟ قال : نعم ، والذي يحلف به لو  د أن له بحظه من تلك
النار أعظم تنور في الدنيا يحمونه ثم يدخلونه إياه فيطبق به عليه ، وأن ينجو من تلك النار غدا . قالوا
له : ويحك وما آية ذلك ؟ قال : نبي يبعث من نحو هذه البلاد ، وأشار بيده نحو مكة واليمن . قالوا :
ومتى تراه ؟ قال : فنظر إل  ي وأنا من أحدثهم سنًا ، فقال : إن يستنفد هذا الغلام عمره يدركه .
قال سلمة : فو الله ما ذهب الليل والنهار حتى بعث الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم وهو حي
بين أظهرنا ، فآمنا به وكفر به بغيًا وحسدًا ، فقلنا : ويلك يا فلان ! ألست بالذي قلت لنا فيه ما
قلت ؟ قال : بلى ، وليس به !
وح  دثت صفية – رضي الله عنها – فقالت : كنت أح  ب ولد أبي إليه وإلى عمي أبي ياسر ، لم ألقهما
قط مع ول  د لهما إلا أخذاني دونه . قالت : فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ونزل قباء
في بني عمرو بن عوف غدا عليه أبي  حيي بن أخطب وعمي أبو ياسر بن أخطب مغلسين ، فلم يرجعا
حتى كانا مع غروب الشمس ، فأتيا كالَّين كسلانين ساقطين يمشيان الهوينا . قالت : فهششت إليهما
كما كنت أصنع ، فوالله ما التفت إ ّ لي واحد منهما مع ما ما من الغ  م . قالت : وسمعت عمي أبا
ياسر وهو يقول لأبي  حيي بن أخطب : أهو هو ؟ قال : نعم والله ! قال : أتعرفه وتثبته ؟ قال :
نعم . قال : فما في نفسك منه ؟ قال : عداوته والله ! رواه ابن إسحاق في السيرة فيما ذكره ابن
هشام .
11
ها هم اليهود يشهدون بنبوة سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام ، ومع ذلك جحدوا ا .
( َفَل  ما  جاء  هم ما  ع  رُفوْا َ كَف  روْا ِبه َفَلعنةُ اللَّه  عَلى الْ َ كافرِي  ن ) .
ولذا قال عليه الصلاة والسلام : لو آمن بي عشرة من اليهود ، لآمن بي اليهود . رواه البخاري
ومسلم .
وفي رواية لمسلم : لو تابعني عشرة من اليهود ، لم يبق على ظهرها يهودي إلا أسلم .
اللهم صل وسلم وزد وبارك على عبدك محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
التواضع والب  ساطَة في حياة سيد ال  سادة
لقد تواضع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لم ي  دع لمتوا  ضع قو ً لا ، ولم يترك ل  مت َ كبر حجة .
فهو عليه الصلاة والسلام المؤيد بالوحي ، وهو خليل الرحمن ، وهو من ُأسري به من المسجد
الحرام إلى المسجد الأقصى ، ثم  ع ِ رج به إلى السماوات العلى ، وهو عليه الصلاة والسلام سيد ولد
آدم ، بل هو أفضل الخلق عليه الصلاة والسلام ، ومع ذلك كان يتواضع لله َف  رَفعه الله عز وجل .
كان يأكل الطعام ويمشي في الأسواق
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي السوق ، ويماز  ح أصحابه ، وكان رجل من أهل البادية
اسمه زاهر ، كان يهدي للنبي صلى الله عليه وسلم الهدية من البادية ، فيجه  زه رسو ُ ل الله صلى الله
عليه وسلم إذا أراد أن يخرج ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن زاهرًا باديتنا ونحن حاضرته ،
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه ، وكان رجلا دميما ، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبيع
متاعه فاحتضنه من خلفه ، فقال له : من هذا ؟ أرسلني ، والتفت ، فعرف الن  بي صلى الله عليه
12
وسلم فجعل الن  بي صلى الله عليه وسلم يقول : من يشتري مني هذا العبد ؟ وجعل هو يلصق ظهره
بصدر النبي صلى الله عليه وسلم ويقول : إذا تجدني كاسدًا ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :
لكنك عند الله لست بكاسد . رواه الإمام أحمد وغيره وهو حديث صحيح .
ويما ِ زح أصحابه ، وينام معهم
روى الإمام مسلم عن المقداد رضي الله عنه قال : أقبلت أنا وصاحبان لي ، وقد ذهبت أسماعنا
وأبصارنا من اْل  ج  هد ، فجعلنا نعرض أنفسنا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فليس أحد
منهم يقبلنا ، فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم فانطلق بنا إلى أهله فإذا ثلاثة أعنز ، فقال النبي صلى
الله عليه وسلم : احتلبوا هذا اللبن بيننا .
قال : فكنا نحتلب فيشرب كل إنسان منا نصيبه ، ونرفع للنبي صلى الله عليه وسلم نصيبه .
قال : فيجيء من الليل فيسلم تسليما لا يوقظ نائما ويسمع اليقظان .
قال : ثم يأتي المسجد فيصلي ، ثم يأتي شرابه فيشرب ، فأتاني الشيطان ذات ليلة وقد شربت
نصيبي ، فقال : محمد يأتي الأنصار فيتحفونه ، ويصيب عندهم ما به حاجة إلى هذه الجرعة ! فأتيتها
فشربتها فلما أن  وغلت في بطني وعلمت أنه ليس إليها سبيل ، ندمني الشيطان ! فقال : ويحك ما
صنعت ؟ أشربت شراب محمد ؟ فيجيء فلا يجده فيدعو عليك فتهلك ، فتذهب دنياك وأخرتك ،
و  عَل  ي شملة إذا وضعتها على قدمي خرج رأسي ، وإذا وضعتها على رأسي خرج قدماي ، وجعل لا
يجيئني النوم ، وأما صاحباي فناما ولم يصنعا ما صنعت .
قال : فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فسّلم كما كان يسلم ، ثم أتى المسجد فصلى ، ثم أتى
شرابه فكشف عنه فلم يجد فيه شيئا ، فرفع رأسه إلى السماء ، فقلت : الآن يدعو علَ  ي فأهلك ،
فقال : اللهم أطعم من أطعمني وأسق من أسقاني .
قال : فعمدت إلى الشملة فشددا عل  ي ، وأخذت الشفرة فانطلقت إلى الأعنز أيها أسمن
فأذبحها لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا هي حافلة وإذا هن  حفل كلهن ، فعمدت إلى إناء لآل
محمد صلى الله عليه وسلم ما كانوا يطمعون أن يحتلبوا فيه ، قال : فحلبت فيه حتى  عَلته رغوة ،
فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أشربتم شرابكم الليلة ؟
13
قال : قلت : يا رسول الله اشرب ، فش ِ رب ، ثم ناولني فقلت: يا رسول الله اشرب ، فش ِ رب ، ثم
ناولني فلما عرفت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد روى وأصبت دعوته  ض  حكْت حتى ألقيت إلى
الأرض .
قال : فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إحدى سوآتك يا مقداد !
فقلت : يا رسول الله كان من أمري كذا وكذا ، وفعلت كذا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
ما هذه إلا رحمة من الله ، أفلا كنت آذنتني فنوقظ صاحبينا فيصيبان منها ؟
قال : فقلت : والذي بعثك بالحق ما أبالي إذا أصبتها وأصبتها معك من أصاا من الناس .
فأي تواضع تكتنفه  ع َ ظمة هذا النبي الأمين صلى الله عليه وسلم ؟
يغضي حياءً ويغضى من م  هابته *** فلا يكّلم إلا حين يبتس  م
النبي صلى الله عليه وسلم يبيت مع أصحابه وهو قائد الأمة ، بل ويقتسمون اللبن بينهم
بال  سوية !
واليوم نرى من ينتسب إلى العلم أو إلى المناصب الدنيوية لا يكلِّمون الناس إلا من أطراف أنوفهم!
وربما لا ير  دون السلام خشية أن تذهب الهيبة !
نبي الله يساِبق أصحابه رضي الله عنهم
روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ساب  ق بين الخيل
التي ُأضمرت من الحفياء ، وأمدها ثنية الوداع ، وساب  ق بين الخيل التي لم تضمر من الثنية إلى مسجد
بني زريق .
وروى البخاري عن أنس قال : كانت ناقة لرسول الله صلى الله عليه وسلم تسمى العضباء
وكانت لا تسبق ، فجاء أعرابي على قعود له فسبقها ، فاشت  د ذلك على المسلمين ، وقالوا :  سِبَقت
العضباء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن حقا على الله أن لا يرفع شيئا من الدنيا إلا
وضعه .
14
سيد ولد آدم يدخل السرور على أهله ، فيساِبق زوجته
قالت عائشة رضي الله عنها : خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا خفيفة اللحم
فنزلنا مترلا ، فقال لأصحابه : تقدموا ، ثم قال لي : تعالي حتى أسابقك ، فسابقني فسبقته ، ثم
خرجت معه في سفر آخر ، وقد حملت اللحم ، فنزلنا منزلا ، فقال لأصحابه : تقدموا ، ثم قال
لي : تعالي أسابقك ، فسابقني فسبقني ، فضرب بيده كتفي وقال : هذه بتلك . رواه أحمد وأبو داود
والنسائي في الكبرى ، وغيرهم ، وهو حديث صحيح .
نبي الله صلى الله عليه وسلم يجيب الدعوة ولو كانت على يسير الطعام
روى البخاري ومسلم  ع  ن َأن ِ س ب ِ ن مال  ك رضي الله عنه َأنَّ  ج  دته مَلي َ كَة  د  عت ر  سو َ ل اللَّه صلى
الله عليه وسلم لطَعاٍم  صنعته له ، َفَأ َ ك َ ل منه ، ُث  م قَا َ ل : ُقوموا َفلأُ  صلِّ َل ُ ك  م .
قَا َ ل َأنس : َفقُمت إَلى  ح  ص ٍ ير َلنا َق  د اسو  د م  ن ُ طو ِ ل ما لُِب  س ، َفن  ضحته ِبماءٍ ، َفَقام  عَليه  رسولُ
اللَّه صلى الله عليه وسلم  و  صَففْت َأنا  واْليتي  م وراءَه ،  والْع  جوز م  ن  و  رائنا . َف  صلَّى َلنا  ركْعتي ِ ن ، ُث  م
ان  ص ر  ف .
ويجيب الدعوة ولو كانت من رجل فقير
ففي الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : إن خياطا دعا رسول الله صلى الله عليه
وسلم لطعام صنعه . قال أنس : فذهبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذلك الطعام ، فق  رب
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خبزا ومرقا فيه دباء وقديد ، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم
يتتبع الدباء من حوالي القصعة .
وعند الإمام أحمد : أن خياطا دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى طعام فأتاه بطعام وقد جعله بإهالة
سنخة وقرع .
والإهالة : ما أذيب من الشحم ، وقيل : الإهالة الشحم والزيت ، وقيل كل  ده ٍ ن أُوت  دم به .
ذكره العيني .
وال  سِن  خة : أي المتغيرة ال  ريح . قاله ابن حجر .
15
بل يجيب الدعوة ولو كانت من يهودي أو يهودية !
فقد أجاب صلى الله عليه وسلم دعوة امرأة يهودية حينما دعته إلى الطعام .
روى الشيخان عن أنس أن امرأة يهودية أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة مسمومة فأكل
منها ، فجيء ا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألها عن ذلك ، فقالت : أردت لأقتلك . قال
: ما كان الله ليسلِّطك على ذاك .
وقال مؤكِّدا على هذا المعنى :
لو  دعيت إلى ذراع أو كراع لأجب  ت ، ولو أهدي إلي ذراع أو كراع لَقِبلْت . رواه البخاري .
سيد ولد آدم يجلس بين أصحابه فيأتي الرجل الغريب فلا يميزه من بينهم حتى يسأل عنه !
فعن أبي هريرة قال : بينا النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه جاءهم رجل من أهل البادية فقال
: أيكم ابن عبد المطلب ؟
قالوا : هذا الأمغر المرتفق .
قال حمزة – أحد رواة الحديث – : الأمغر الأبيض المشرب حمرة .
قال : إني سائلك َف  م  شت  د عليك في المسألة .
قال : سل ع  ما بدا لك .
قال : أنشدك بر  ب من قبلك ورب من بعدك آلله أرسلك ؟
قال : اللهم نعم .
قال : وأنشدك به آلله أمرك أن نصلي خمس صلوات في كل يوم وليلة ؟
قال : اللهم نعم .
قال : وأنشدك به آلله أمرك أن تأخذ من أموال الأغنياء فتر  ده على فقرائنا ؟
قال : اللهم نعم .
قال : وأنشدك به آلله أمرك أن تصوم هذا الشهر من اثني عشر شهرا ؟
قال : اللهم نعم .
16
قال : وأنشدك به آلله أمرك أن نح  ج هذا البيت من استطاع إليه سبيلا ؟
قال : اللهم نعم .
قال : فإني آمنت وص  دقت ، وأنا ضمام بن ثعلبة . رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي .
وعن أبي جري جابر بن سليم قال : رأيت رجلا يصدر الناس عن رأيه لا يقول شيئا إلا ص  د روا
عنه .
قلت : من هذا ؟
قالوا : هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قلت : عليك السلام يا رسول الله مرتين .
قال : لا تقل عليك السلام ، فإن عليك السلام تحية الميت قل : السلام عليك .
قال : قلت : أنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
قال : أنا رسول الله الذي إذا أصابك ض ر فدعوته كشفه عنك ، وإن أصابك عام سنة فدعوته
أنبتها لك ، وإذا كنت بأرض قفراء أو فلاة َف  ضّلت راحلتك فدعوته ر  دها عليك .
قلت : اعهد إ ّ لي .
قال : لا تسبن أحدا .
قال : فما سببت بعده  ح  را ولا عبدا ولا بعيرا ولا شاة .
قال : ولا تحقرن شيئا من المعروف ، وأن تكلم أخاك وأنت منبسط إليه وجهك إن ذلك من
المعروف ، وارفع إزارك إلى نصف الساق ، فإن أبيت فإلى الكعبين ، وإياك وإسبال الإزار فإا من
المخيلة ، وإن الله لا يحب المخيلة ، وإن امرؤ شتمك وعيرك بما يعلم فيك فلا تعيره بما تعلم فيه ، فإنما
وبال ذلك عليه . رواه الإمام أحمد وأبو داود .
من أجل ذلك لجأ أصحابه إلى تمييزه
فعن أبي ذر وأبي هريرة قالا : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس بين ظهري أصحابه
فيجيء الغريب فلا يدري أيهم هو حتى يسأل ، فطلبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نجعل له
مجلسا يعرفه الغريب إذا أتاه . قال : فبنينا له  دكانًا من طين فجلس عليه ، وكنا نجلس بجنبتيه . رواه
أبو داود والنسائي .
17
قال ابن الأثير : الدكان ال  دكة المبنية للجلوس عليها .
نبي الله صلى الله عليه وسلم يستمع لامرأة في عقلها شيء
روى الإمام مسلم عن أنس أن امرأة كان في عقلها شيء ، فقالت : يا رسول الله إن لي إليك
حاجة ، فقال : يا أم فلان ! انظري أي السكك شئت حتى أقضي لك حاجتك ، فخلا معها في بعض
الطرق حتى فرغت من حاجتها .
است  م  ع صلى الله عليه وسلم إلى ما تريد أن تقوله فلم يضع ذلك من قدره بل رفع الله منزلته
صلى الله عليه وسلم .
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأنف أن يمشي مع الأرملة والمسكين فيقضي لهم حوائجهم
فعن عبد الله بن أبي أوفى قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر الذكر ، ويق ّ ل اللغو ،
ويطيل الصلاة ويقصر الخطبة ، ولا يأنف أن يمشي مع الأرملة والمسكين فيقضي له حاجته . رواه
النسائي .
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس مع أصحابه في بستان ويدلِّي رجليه مع أرجلهم في
البئر
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في حائط بالمدينة على قُ  ف البئر مدلِّيًا رجليه ، َف  د  ق الباب أبو
بكر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي موسى : ائذن له وب  شره بالجنة ، ففعل فدخل أبو
بكر َف  دلَّى رجليه ، ثم د  ق الباب عمر ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ائذن له وب  شره
بالجنة ، ففعل ، ثم د  ق عثمان الباب ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ائذن له وب  شره
بالجنة ، وسيلقى بلاء . رواه الإمام أحمد .
ارتعد منه رجل فقال له : ه  ون عليك ! فإني لست بملك إنما أنا بن امرأة تأكل القديد !
طأطأت أمامه رقاب أعدائه ، فطأطأ رأسه تواضعًا لله
18
 د  خل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة فاتحًا متواضعًا حتى إن ذقنه ليمس  ر  حَله .
كان عليه الصلاة والسلام يركب الحمار ، ويجيب دعوة المملوك ، ويأكل على الأرض ، ويعتقل
الشاة .
وكان ير  دف بعض أصحابه  خْلَفه
فقد أردف ابن ع  مه ابن عباس رضي الله عنهما
وأردف معاذ بن جبل رضي الله عنه
وهذا لا يفعله أرباب المناصب ولا أصحاب الأموال !
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرقع ثوبه ، ويخصف نعله
كان في بيته يكون في مهنة أهله ، يعني في خدمتهم
 سئلت عائشة رضي الله عنها : ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته ؟ قالت : كان
يكون في مهنة أهله - تعني خدمة أهله - فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة .
وقيل لعائشة رضي الله عنها : ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته ؟ قالت : كما
يصنع أحدكم : يخصف نعله ، ويرقع ثوبه . رواه الإمام أحمد .
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينام على الحصير حتى أّثر في جنبه
قال عمر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : وإنه لعلى حصير ما بينه وبينه شيء
، وتحت رأسه وسادة من أ  دم حشوها ليف ، وإن عند رجليه قرظا مصبوبا ، وعند رأسه ُأ  هب معلقة
، فرأيت أثر الحصير في جنبه فبكيت ، فقال : ما يبكيك ؟ فقلت : يا رسول الله إن كسرى وقيصر
فيما هما فيه ، وأنت رسول الله ! فقال : أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة ؟ رواه البخاري
ومسلم .
وسجد على الأرض من غير حائل بينه وبينها ، حتى سجد في ماء وطين من أثر المطر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من كان اعتكف معي فليعتكف العشر الأواخر ، وقد ُأ ِ ريت
هذه الليلة ثم أنسيتها ، وقد رأيتني أسجد في ماء وطين من صبيحتها ، فالتمسوها في العشر الأواخر ،
والتمسوها في كل وتر ، فمطرت السماء تلك الليلة ، وكان المسجد على عريش َف  و َ كف المسجد
19
فبصرت عيناي رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبهته أثر الماء والطين من صبح إحدى وعشرين
. رواه البخاري ومسلم .
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الصبيان ويلاعبهم
وكان يم  ر م فيسلِّم عليهم
لو شاء رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تسير معه الجبال ذهبا لكان ، ذلك أنه  خير بين أن
يكون عبدًا نبيًا وبين أن يكون نبيًا ملكًا ، فاختار أن يكون نبيًا عبدا .
قال المسيح عليه الصلاة والسلام : طوبى للمتواضعين في الدنيا ، هم أصحاب المنابر يوم القيامة .
طوبى لل  مصلحين بين الناس في الدنيا ، هم الذين يرثون الفردوس يوم القيامة .
كتبه / عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عرف نبيك صلى الله عليه وسلم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي محمد السيد :: المنتدي العام :: المنتدى الأول :: المنتدي الثقافي-
انتقل الى: