مسرحية تعليمية في سبعة مشاهد - 
تأليف: د. صالح سعد 
اللوحات: 

ب- الحكاية الرئيسية (مشهد الشارع) 
ممثل/ شاهد عيان يروى حادثة طريق . 
جـ- التشخيص .. إعادة تمثيل الحادثة وتوزيع الأدوار . 
اللوحة الثانية : في المحكمة . 
اللوحة الثالثة : الحكاية من البداية في أربعة حركات : 
أ- في المنزل . 
ب- في العيادة . 
ج- عند البوابة . 
د - على المحطة . 
اللوحة الرابعة : النطق بالحكم . 
اللوحة الخامسة : وهكذا كانت النهاية . 
الشخوص : 
ممثل 1 : الشاهد - القاضي - قناع الممرض - قناع الصبى - الصديق . 
ممثل 2 : الضحية (الزوج) . 
ممثلة : الزوجة - قناع الحاجب . 
مخرج : السائق (التاجر) قناع الطبيب - قناع المرأة المسترجلة (المرابية). 
بالإضافة إلى : 
- عضو اليمين الذي لا ينطق أبدا (عروسة) . 
- عضو اليسار الذي لا ينطق أبدا (عروسة) . 
برولوج : 
الحكاية الرئيسية (مشهد الشارع): 
ممثل / شاهد عيان يروى حادثة طريق .. ممثل / شاهد عيان يروى حادثة طريق ..ويقترح أن يتم الارتجال حول هذا المشهد من خلال الأفكار الآتية :- 
1- يدخل ممثل في حالة نفسية سيئة ، يجلس بين الجمهور .. 
2- يهرع إليه زملائه يعاتبونه على التأخير ويستفسرون منه عن السبب. 
3- يتعلل بسرد حكاية حادثة رآها في الطريق العام عن رجل صدمته سيارة مسرعة ، ويحاول التأثير على الجمهور . 
4- يتدخل المخرج ليطلب منهم تمثيل هذه الحكاية كنموذج لمشهد الشارع (الموديل الأساسي في المسرح الملحمي) ثم يدور نقاش حول الموضوع برمته ينتهي إلى التشخيص ، أو أي فكرة أخرى مناسبة . 
- التشخيص/ أو إعادة تمثيل الحادثة وتوزيع الأدوار .. 
يراعى فيه : 
- البدء بـ : ترتيب أوضاع الحادثة وملابستها .. والانتهاء إلى : تشخيص الحادثة (مايم) مع التركيز على أداء الحركات بشكل ظاهر مع مؤثر صوتي مناسب . 
- ثبات – 
الممثلون يقومون بإعداد كراسي المحكمة وأدواتها وهم يغنون - أغنية المحكمة – 
-------------------------------------------- 
اللوحة الثانية: في المحكمة: 
قناع الحاجب : محكمة ... 
بسم الشعب ... نفتتح الجلسة 
المدعى عليه السيد التاجر المحترم .. سائق العربة والمدعية بالحق المدني المواطنة فلانه الفلانيه زوجة المواطن فلان الفلانى .. الضحية .. 
القاضي : (يستجمع صوته وأفكاره) احم .. يا سلام .. سبحان مظهر الحق .. 
قناع الحاجب : محكمة .. 
القاضي (يتنهد) : إيه .. دنيا ..(يموًل) 
علي الأبطال وبتمِلي .. 
على جدع زين عليه العين بتملَي .. 
الحاجب : (مستحسنا) .. الله ... الله .. (يكمل له) 
والليل ماهوش قصير .. إلا على اللي ينامه .. 
والشخص مادام فقير .. ماحد يسمع كلامه .. 
آه ... 
القاضي : (يقاطعه) نادى على سائق العربة .. 
الحاجب : السيد التاجر المحترم .. سائق العربة .. 
التاجر : (يدخل وهو يغنى أغنية التاجر) 
قناع الحاجب : محكمة 
القاضي : اسمع يا سيد .. هل تملك سيارة .. 
التاجر : نعم أيها السيد 
القاضي : وهل كنت تسير بها مساء الأمس أمام قصر الشعب. 
التاجر : نعم أيها السيد 
عضو اليمين : وهل كنت تنظر في عداد السرعة ؟ 
التاجر : لا أيها السيد .. 
عضو اليسار : لماذا ؟ 
التاجر : كنت باصص في ساعتي أيها السيد 
عضو يمين : ألا تذكر أنك تجاوزت السرعة المقررة للسير داخل المدينة ؟ 
التاجر : لا أيها السيد 
عضو يسار : وهل تذكر أنك رأيت هذه المواطنة أو زوجها المرحوم من قبل ؟ 
التاجر : لا أيها السيد .. 
القاضي : وهل تعلم لماذا أنت هنا الآن ؟ 
التاجر : لا أيها السيد .. كل اللى أعرفه أنى متعطل عن ميعاد مهم ولازم أمشى .. 
القاضي : تقول المواطنة أنك صدمت زوجها بسيارتك فمات .. 
التاجر : نعم .. إيه صدمت دى ؟ إزاى تصدقوا واحدة زي دى ، حتة مواطنة لا طلعت ولا نزلت .. 
القاضي : جاوب لو سمحت على سؤال المحكمة .. هل صدمت المواطن فلان الفلانى .. الضحية .. ؟ 
التاجر : أمتي 
عضو يمين : مساء يوم أمس .. في تمام الساعة السابعة .. 
التاجر : فين .. ؟ 
عضو يسار : في شارع الأمة .. أمام قصر الشعب .. 
التاجر : إزاى ؟ 
القاضي : الله .. إحنا حنعيده تانى .. ما أنت لسه شايف المشهد .. وأدى صورته كمان أهي .. (تظهر آخر لوحة (مايم) على الشاشة . 
التاجر : أيوه .. يا سلام .. داانا اهو .. (يبدو كمن يحاول التذكر) اسكت دى كانت ليلة عبره .. الراجل المجنون ده كان هيضيع على صفقة خطيرة . بس الحمد لله .. 
القاضي : يعنى حضرتك بتعترف انك صدمته !؟ 
التاجر : ايه صدمته دى ؟ يا سعادة الباشا هو اللي خبطني .. 
القاضي : هو اللي خبطك .. طب ازاى وليه ؟ 
التاجر : مش بأقوالك مجنون .. كان قصده يعطلني بس الحمد لله .. 
عضو يمين : يعطلك عن إيه ؟ 
عضو يسار : يعطلك ليه ؟ 
التاجر : الناس دى يا باشا حصل لها لوثه حقد بعيد عنك .. المواطن من دول يبقى واقف في أمان الله ، ما يصدق يشوف عربية مرسيدس زى عربيته كده وجواها واحد غنى ومحترم زيى كده إلا ويروح حادف نفسه عليه .. بس مين ؟ أنا لا يمكن أسيبه أبدا. 
القاضي : هو مين يا سيد .. اللى تسيبه ده ؟ 
التاجر : اسيبه ده إيه .. تف من يقك .. دا انا أجيبه لو في حضن السبع .. 
(صمت - هيئة المحكمة تتداول بسرعة مع بعضها البعض) 
القاضي : يبدو أن النيه كانت مبيته .. للأسف .. ودا يغير طبيعة القضية خالص ، بس نحب نعرف الأسباب والخلافات اللى كانت بينك وبين المواطن الضحية واللى أدت إلى الحادث .. 
التاجر : ضحية إيه .. وحادث إيه .. يا باشا .. والله ده انا اللى ضحيتكم هنا .. أنا قصدى ع الأرنب .. آه .. أنا مفيش أرنب يقدر يهرب من إيدى أبدا .. 
(صمت - المحكمة تتداول مرة أخرى) 
القاضي : أعتقد أن المحكمة من حقها تسأل السيد التاجر المحترم عن حكاية الرنب دى .. وازاى وصلت بيك الجرأة إنك تشبه المواطن الطيب بالأرنب .. صحيح إن الأرانب تشبه الإنسان في تركيب الجهاز الهضمى ما عدا الزايدة الدودية .. إلا .. 
التاجر : يا سعادة الباشا .. أرنب يعنى مليون .. مليون دولار لامؤاخذة والمواطن بتاعكم ده ما يساويش حتى ولا ربع دولار . 
(المحكمة تتشاور فيما بينها مرة ثالثة) 
القاضي : آه .. يعنى انت تعترف إنك صدمت المواطن المواطن فلان الفلانى لأنك كنت مستعجل وبتجرى ورا الأرنب .. 
التاجر : مستعجل آه .. دا حقى .. شرعا وقانونا .. وسيادتك سيد العارفين .. إحنا ناس إيدينا بيضا .. أما صدمته دى لا .. آه يعنى كده أنه لامؤاخذة انتحر .. وإنى كنت مستعجل إنما ماشى بالسرعة القانونية .. 
القاضي : وتفتكر إيه اسباب انتحار المواطن ، وليه اختارك انت بالذات لتنفيذ جريمته 
التاجر : الله أعلم يا باشا .. بس زى ما قلت لسعادتك الناس دى حصل لها لوثة .. تقول إيه بقى .. جهل وطمع بعيد عنك .. يا ستار 
القاضي : يعنى انت بتتهم المواطن الضحية إنه حاول يعطلك متعمدة ؟ 
التاجر : ياريت على أنا بس .. أنا راجل طيب ومتنازل عن حقى .. إنما حق الوطن لا يمكن .. 
عضو يمين : مش فاهم .. 
التاجر : هو مش لما واحد يخالف نظام المرور فيعدى من غير مكانه أو يمشى بسرعة أكثر من سرعته القانونية يبقى دا تعدى على حق الوطن وعلى القانون؟ 
عضو يسار : مش فاهم .. 
التاجر : أنا أفهم سعادتك وأمرى لله .. الراجل المجنون ده كان بيجرى ورا ورقة بعشرة جنيه طارت قدامى .. 
القاضي : يا سلام .. 
التاجر : وزود على كده كمان .. أنه كمان لابس هدوم زرقا والدنيا ليل ، طبعا عشان يضحك على .. وحضرتك ممكن تشوف تقرير المعاينة .. هتلاقى عندى فانوس اليمين مكسور .. من إيه ؟ 
القاضي : بس دا المواطن مات .. 
التاجر : الله أجله بقى .. إحنا هنعترض .. قال على رأى الشاعر (يغنى مقطعا من أغنية التاجر) . 
القاضي : طيب تقدر حضرتك تستريح شويه .. 
التاجر : وبعدين أنا مش فاضى يا باشا .. 
القاضي : كلها دقايق ونخلص .. (للحاجب) نادى الزوجة لسماع أقوالها .. 
الحاجب : المواطنة فلانه زوجة المواطن فلان الفلانى ، الضحية 
(تنتزع عنها القناع وتبدأ في الصراخ والعويل) 
القاضي : إيه ده .. هدوء من فضلك يا ست .. دى محكمة لها وقارها نوحى في بيتكم دى محكمة مش مندبة .. 
الزوجة : ياناس دا الغايب له حبيب ينوح .. 
وقلبه في يوم الشوم مجروح .. 
يا عينى عليك يا خويا 
ياللى رحت زى الحشيش الأخضر .. 
زى الحمامة اللى ريشها صغير .. 
القاضي : يا ست باقولك كفاية ندب .. وإلا أطلعك بره .. هو راح فين حاجب الزفت .. اسمعى يا ست .. انتى شفتى الراجل ده (يشير إلى التاجر) قبل كده ؟ 
الزوجة : ابن الحرام ياريتنى شفته .. 
لجريت وراه بالسيف وضربته .. 
ابن الحرام ياريتنى ريته .. 
لجريت وراه واديته .. 
القاضي : يعنى ما شفتهوش .. 
عضو يمين : تقدرى تقولى لنا ساعة الحادث المواطن جوزك كان فين بالضبط . 
الزوجة : باخد ويدى تحت العجل وحده 
يا حاضرين ابعتوا لأهله .. 
ياخد ويدى تحت العجل وحديه .. 
يا حاضرين ابعتوا لأهليه .. 
القاضي : لا .. دا انت ما فيش منك رجا خالص .. إيه رأيكم يا جماعة .. 
(يتداول لحظة مع مستشاريه) 
يكمل : المحكمة ترى أن المواطنة قد فقدت القدرة على التمييز .. ولما كنا حريصين على سماع أقوال الطرفين حرصنا على تأكيد معانى العدالة في مجتمعنا الحر .. وحتى تتوافر لدى المحكمة الأدلة الكافية والشهود العدول .. فقد رأينا ألا يؤخذ بشهادة الزوجة نظرا لفقدانها الأهلية .. ونرى أن يتم استدعاء المجنى عليه فورا وتخطر بذلك مصلحة الأحوال المدنية لإحضاره .. 
الحاجب : المواطن فلان الفلانى (المواطن الضحية في مستوى آخر يمشى في مكانه.. ) 
المواطن : هأنذا أترك الحياة 
وأرحل إلى أرض الظلام 
أحمل عبئى الذى يرهقنى 
بلا اعتراض .. 
زمانى الذى مضى 
لا لم يكن زمانى .. 
طريقى الذى قطعته .. 
جهلت غايته .. 
القاضي : المواطن فلان الفلانى .. اتفضل يا مواطن 
المواطن : نادى المنادى .. (يغير من وجهة سيره) 
صوت سيد جديد 
اتبعه مستسلما 
كما تبعت صوت سيد قديم 
لم السؤال 
ونحن المطحونون .. كالعبيد .. 
وراءنا لا شيئ نتركه .. 
أمامنا لا شيئ نرتجيه . 
القاضي : أنت المواطن .. فلان الفلانى .. 
المواطن : أنظر .. إن اسمى ممقوت .. 
أكثر