من معين القرآن الكريم (إن إبراهيم كان أمة)

بسم الله الرحمن الرحيم
[

align=center]

(إن إبراهيم كان أُمَّة)

(

1 [center]

[center]-3)
الحمد لله الولي الأعلى، والصلاة والسلام على النبي المصطفى، وآله ومن اقتفى.
أما بعد..
فقد عني القرآن الكريم عناية فائقة بقصص الأنبياء، وحدد في أكثر من موضع أهداف هذه القصص قال تعالى: ( وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين) وقال سبحانه : ( لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب).
وإن أعظم الأنبياء قدرا بعد نبينا صلى الله عليه وسلم : خليل الرحمن وأبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام الأمة القانت الحنيف الأواه الحليم، أثنى الله عليه في مواضع كثيرة من كتابه، قال تعالى: ( إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفاً ولم يك من المشركين*شاكراً لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم*وآتيناه في الدنيا حسنة وإنه في الآخرة لمن الصالحين)، وقال تعالى : (وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب)، (إن إبراهيم لحليم أواه منيب) (سلام على إبراهيم) وهو إبراهيم ابن آزر على الصحيح، وأبوه من ذرية سام بن نوح.
كان أبوه وقومه يعبدون الأصنام والأوثان فبعثه الله إليهم، فدعاهم إلى وجوب إخلاص العبادة لله وحده، وقد ذكر الله أساليبه في دعوتهم قال تعالى : (وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما آلهة إني أراك وقومك في ضلال مبين*وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين )
أي/ نبين له وجه الاستدلال بآيات الله الكونية في السموات والأرض على أنه لا إله إلا الله، وهذا المقام مقام مناظرة لقومه وبيان لهم بأن هذه الأجرام المشاهدة من الكواكب النيرة لا تصلح للألوهية.
(فلما جن عليه الليل رأى كوكباً قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين) رأى كوكبا، قيل: هو الزهرة، فبيَّن لهم عدم صلاحيته للعبادة.
(فلما رأى القمر بازغاً قال هذا ربي فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين) رقى إلى القمر الذي هو أضوأ منها وأبها، وبين كذلك أنه لا يصلح للعبادة.
(فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي..) ثم ترقى إلى الشمس التي هي أشد هذه الأجرام ضياء وسناء وبهاء فبين أنها مسخرة مقدرة مربوبة: (ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر)، (فلما أفلت قال يا قوم إني بريء مما تشركون*إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين) فلما قال ذلك لجؤوا إلى تخويفه من بطش آلهتهم وفتكهم به.
(وحاجه قومه قال أتحاجوني في الله وقد هدان ولا أخاف ما تشركون به إلا أن يشاء ربي شيئا وسع ربي كل شيء علما أفلا تتذكرون* وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطاناً فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون)
أيهما أحق بالأمن يوم القيامة يوم الفزع الأكبر ؟
من عبد الله وحده دون سواه.. أم من عبد الأصنام والأوثان واتخذها شركاء من دون الله ؟! (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم) أي لم يخلطوا إيمانهم بشرك.
(أولئك لهم الأمن وهم مهتدون) فإن من خاف الله في الدنيا كان حقيقاً أن يؤمنه في الآخرة ومن أمنه في الدنيا كان حقيقاً أن يخوفه في الآخرة .
ولنا لقاء آخر -بإذن الله-.

[/align

][/center]

[/center]

_______________________________________________________________