تصوير أحمد هيمن
دعا الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، جموع
الشعب المصرى إلى الحفاظ على وحدة الوطن ووحدة الصفوف، وقال الطيب فى كلمته
إلى المتواجدين فى ميدان التحرير، والتى ألقاها الدكتور حسن الشافعى،
مستشار شيخ الأزهر، إن «العالم العربي والإسلامي - كله - يتطلع إليكم في
هذا اليوم.. والدنيا بأسرها ترقبكم وتنظر إليكم.. فلتفاجئوا العالم من جديد
بوحدتكم الرائعة، وروح ثورتكم السِّلمية الفريدة، وخذوا على يد كل مخرِّب
ومخدوع».
ودعا إلى توحيد الصفوف قائلاً: «وحِّدوا قواكم وامضوا على
طريق وطني واحد، لتبنوا مؤسسات الوطن الدستورية، وتصوغوا وثائقه الأسـاسية،
بروح توافقيـــة تراعي كل مكونات الوطن - دون غلبة أو هيمنة أو إقصاء -
وتضع الأساس الذي لا يهتز لدولة وطنية دستورية ديمقراطية حديثة، تقوم على
المساواة في المواطنة وسيادة القانون، بما يحفظ كرامة كل مصري يعيش على هذه
الأرض الطيبة».
وأضاف الطيب فى كلمته التى حملت عنوان «نداء الأزهـر إلى
الأمة بمناسبة الذكرى الأولى لثورة 25 يناير»: «في حياة كل أمة لحظات
فارقة، وأحداث فاصلة، وأيام مشهودة، وقد عشنا معًا يوم 25 يناير- من
العــام المــاضي- بتاريخــه الذي بهر العالم كله، وجعل أفئدة الشعوب تهوي
إليكم وتقتدي بكم.. حتى نادوا جميعًا من عرب ومن عجم، ومن شرق ومن غرب بما
ناديتم به بكلماته الفصحى بحروفه العربية، وسجّلتم بذلك في تاريخ العالم
المعاصر مثلًا حيًا، ونموذجًا فريدًا خالدًا».
وأكد أن الأمم القوية الناهضة تبني على ما أسّسته من أصول
وقواعد وتضيف إلى ما حققته من مكاسب وأمجاد، قائلًا: «نحمد الله تعالى أن
شعب مصر شعب واع، ذكى، مفتح العينين لا يملك أحد خداعه، أو تضليله بعد
اليوم، وكل منا أيها الإخوة والأخوات مسؤول عن تحقيق أهداف الثورة، بل هو
فداء لتلك الأهداف، ساع إلى استكمالها بإذن الله تعالى، ولن يسكت مصري بعد
اليوم على أي خــروج على مصلحة هذا الشعب أو العبث بمقدراته».
وقال الطيب: «إني أناديكم اليوم بكل حب وإخلاص وولاء لمصر، أن
تملكوا أمركم، وتحرصوا على وَحدتكم، وتحفظوا وطنكم، وتفتدوه بكل غالٍ
ورخيص، وتذكروا أرواح شهدائكم، وحاشا لأمة عظيمة كمصر أن تكون كالتي نقضت
غزلها من بعد قوة أنكاثًا».
ودعا إلى جعل هذا اليوم مثلاً وذكرى للعالمين، واختتم قائلا:
«إني أكلمكم من قلبي، وبدافع من ضميري والله خير الشاهدين، وهو حسبنا ونعم
الوكيل، ولن يتخلى عنا برحمته، وقد أذاقنا نعمته، نعمة الحرية والكرامة ولن
نفرط فيهمــا أبدًا، ولن ننسى الذين صبروا طويلًا على الحرمان، وسنمضي إلى
مستقبل زاهر- بإذن الله - يليق بكنانة الله في أرضه.