في الذكري الأولي لثورة 25
يناير, طالب سياسيون ألمان بارزون حكومتهم والاتحاد الأوروبي بعدم إهمال
عملية التحول الديمقراطي التي تشهدها دول شمال إفريقيا وتقديم الدعم لمصر
وتونس لتعيدا بناء بنية اقتصادية قوية,
وذلك في الوقت الذي ناقش فيه البرلمان الألماني( البوندستاج) مقترحات
لتطوير منطقة تجارة حرة تربط هذه الدول مع أوروبا.وحذر وزير الخارجية جيدو
فيسترفيله أوروبا من الانشغال بأزمة الديون و إهمال التحولات الديموقراطية
التي تشهدها دول جنوب المتوسط. وقال فيستر فيله إن أوروبا عليها أن تستمر
في دعم دول كمصر وتونس, وتعهد بمواصلة جهوده لفتح الأسواق الأوروبية أمام
منتجات هذه الدول, وقال وزير الخارجية الألماني إنه منذ عام مضي لم يكن أحد
يتوقع أن تحدث هذه التحولات في مصر وتونس وليبيا, مشيرا إلي أن هذه الدول
تخطو أولي خطواتها نحو الديمقراطية التي دفع الآلاف أرواحهم ثمنا لها.
وأكد أن طريق الديمقراطية طويل ويتطلب صبرا ونفسا طويلا, قائلا إن هذا
ينطبق أيضا علي دعم أوروبا لهذه الدول, ولكنه شدد علي أن هذا الدعم سيتم
ربطه أكثر بمدي التقدم الذي تحققه في مجال الديمقراطية, كما طالب فرانك
فالتر شتاينماير وزير الخارجية الأسبق ورئيس الكتلة البرلمانية للحزب
الاشتراكي الديمقراطي المعارض بلاده وأوروبا بقبول نتائج الانتخابات
المصرية واحترامها, ولكنه طالب العالم العربي أيضا بأن يتفهم شكوك أوروبا
إزاء فوز الأحزاب الإسلامية إذ أن أوروبا لا تعرف بعد كيف ستكون شكل علاقة
هذه الأحزاب بها في المستقبل. وحث شتاينماير أوروبا علي الصبر والتريث فقد
تمارس هذه الاحزاب سياسة معتدلة, مطالبا بتقديم المساعدة الاقتصادية لهذه
الدولدون التدخل في شئونها.
من ناحية أخري, تناقش لجان العلاقات الخارجية والاقتصاد والتعاون
الاقتصادي والتنمية ولجنة العلاقات الأوروبية في البوندستاج في ذكري الثورة
المصرية اليوم توصية من المفوضية الأوروبية لرفع مستوي اتفاقية المشاركة
الأوروبية المتوسطية مع مصر وتونس والمغرب والأردن بما يتيح إقامة منطقة
تجارة حرة أكثر شمولا ونطاقا, ومن جهته, وجه جوليو تيرسي وزير الخارجية
الإيطالي نداء واضحا إلي الاتحاد الأوروبي لإعطاء المزيد من الاهتمام
لمنطقة المتوسط ودول الربيع العربي, ونقلت وكالة أنباء آكي الإيطالية عن
تيرسي لدي وصوله إلي بروكسل لحضور اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الـ27,
والذي يناقش أيضا العلاقات الأورو متوسطية, من المهم جدا أن ندرك الحاجة
الملحة التي ينبغي اتباعها باهتمام كبير من أوروبا نحو دول البحر الأبيض
المتوسط, وألمح تيرسي, الذي زار مؤخرا مصر وتونس وليبيا, إلي أن تلك الدول
بحاجة للموارد والبرامج والدعم في المحافل المالية الدولية في هذه المرحلة
الانتقالية, مما يسمح لها بزيادة العمالة, وكذلك القيام بمبادرات مشتركة مع
رجال الأعمال في أوروبا, وقال إنه تلقي رسالة ثقة بالأعمال التجارية
الإيطالية والأوروبية, وضمانات بأن ديون الشركات سوف يتم تحصيلها خلال
الزيارات السابقة. وكرر الوزير أود أن أوجه دعوة واضحة لاوروبا لجذب
الانتباه إلي السياسات نحو منطقة المتوسط, وأيضا الدعوة إلي التركيز القوي
علي احترام الأقليات الدينية وحماية جميع الأقليات والأديان غير ذات
الأغلبية في المنطقة, وفي الوقت نفسه, هنأت المفوضة العليا لشئون السياسات
الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون الدكتور سعد الكتاتني
علي انتخابه رئيسا لمجلس الشعب, معربة عن أملها في أن يدفع البرلمان المصري
بالإصلاحات الديمقراطية لتلبية تطلعات الشعب للحقوق الاجتماعية والنمو
الاقتصادي والحريات الأساسية.
ومن جانبها, وصفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية فوز الكتاتني برئاسة أول
مجلس شعب مصري بعد الثورة, بأنه علامة فارقة أخري في مسيرة التحول التي
تشهدها جماعة الإخوان المسلمين من جماعة محظورة إلي تنظيم سياسي, كما
أعطاها درسا حول ثقل حمل الديمقراطية بعد المشادات التي وقعت خلال عملية
انتخاب الكتاتني, وأوضحت الصحيفة, في تعليق علي موقعها الإلكتروني أمس
الأول, إنه بعد أكثر من80 عاما من الصراعات التي خاضتها الجماعة تحت حكم
الاستبداد والسلطوية, تمكنت من أن تحصد ما يقرب من نصف مقاعد البرلمان,
لتكتسب بذلك قوة سياسية وآمالا بشأن نيل شرعية أتت بها عملية الديمقراطية.