تواصلت
التظاهرات في ميدان التحرير لليوم الثاني علي التوالي, حيث استمرت
منصة6 ابريل في ترديد الهتافات ضد المجلس العسكري ومطالبته بضرورة تسليم
السلطة, والمطالبة بضرورة إعدام مبارك, وردد ورائها العشرات هتاف يسقط
يسقط حكم العسكر.
وشهد الميدان في بعض اللحظات حالة من الهرج والمرج عندما تصور البعض أن
هناك اعتداء سيقع عليهم, مما أدي الي حالة من الفوضي والتفرق لكن سرعان ما
عاد الميدان لهدوئه عندما تأكد الجميع أنه لا يوجد أي اعتداء.. وعندما توجه
البعض الي شارع محمد محمود هتفت المنصة بكلمة ارجعوا في إشارة الي أن
التظاهر يكون في الميدان.
في الوقت الذي كانت تهتف فيه منصة6 ابريل, التزمت منصة الاخوان المسلمين
الكبري في الميدان الصمت, وكذلك منصة كاذبون أيضا, ولم ينطلق منهما أية
هتافات. ويبدو أن لسان حالهم انتظار اليوم هو يوم ذكري جمعة الغضب التي خرج
فيها ما يقرب من8 ملايين في كل ربوع مصر, وكان بحق هو يوم غضب وسقوط رأس
النظام وبعض معاونيه.
واستمر المعتصمون في اعتصامهم والذين ينتمون لمجموعة من القوي السياسية
علي رأسهم حركة6 ابريل جبهة أحمد ماهر, واتحاد شباب الثورة, وحركة كفاية
وعدد من القوي الثورية, وحزب التحرير الصوفي.. في حين أصدرت حركة6 ابريل
الجبهة الديمقراطية بيان أمس يؤكد عدم اشتراكها في الاعتصام والتفرغ
لمظاهرات اليوم للمطالبة بتعجيل انتخابات الرئاسة.
في الوقت الذي أصدرت فيه بعض القوي اشتراكها اليوم في جمعة الغضب من بين
هذه القوي حزب التجمع وحزب الاشتراكي المصري, والاشتراكيون الثوريون, وحزب
المصري الديمقراطي الاجتماعي, والتحالف الشعبي الاشتراكي.
وأشار أحمد بهاء الدين شعبان وكيل مؤسسي حزب الاشتراكي المصري, ان
المشاركة في جمعة الغضب الثانية لتأكيد مطالب وأهداف الثورة التي لم تتحقق
حتي الآن وأن الحزب سيشارك في اعتصام مفتوح, مؤكدا أن المشاركة للحفاظ علي
الثورة.
ومن جانبه, أكد عبدالغفار شكر وكيل مؤسسي تحالف الشعبي الاشتراكي, أن
الحزب سيشارك في جمعة الغضب الثانية وسيشارك في اعتصام مفتوح لحين
الاستجابة لمطالب الثورة.
في حين ضمت المطالب أيضا تشكيل لجان للدستور من كل التيارات السياسية,
ليكون ممثلا لكل فئات الشعب والثورة, بالاضافة لتطهير القضاء والداخلية
والجامعات واستقلالها والغاء الطوارئ بدون استثناء.
أما القوي الإسلامية وبالأخص جماعة الإخوان المسلمين, فقد اعتصموا في خيام
خلف منصتهم الرئيسية التي تم نصبها قبل احتفالات25 يناير, وذلك بهدف حماية
الميدان, وأنها سوف تستمر علي أقل تقدير حتي يوم الأحد ومن ثم سيكون لها
وجود رمزي اليوم في جمعة الغضب الثانية.
ومن جانبه, أكد المهندس حسام الإسلام أنور عضو مؤسس بحزب الحرية والعدالة,
تنظيم احتفالية الذكري الأولي للثورة بأنه جاء بفضل الله كما كان مأمولا,
حيث شهد وحدة كل المصريين السعداء بما تم انجازه خلال عام, وتأكيدا لبقية
المطالب, فالمنصة ضمت أعدادا كبيرة من رواد الميدان لأنها كانت منبرا لجميع
الآراء والاتجاهات.
وأكد أنه لم يكن احتفالا بمعني المبالغة في السعادة, لكن طمأنة لما تم
تحقيقه وأملا في استكمال البقية من محاكمة عاجلة عادلة لرجال النظام
السابق, ووقف المحاكمات العسكرية للمدنيين, واستكمال المسار المتفق عليه في
دستور مارس, وحقوق الشهداء والمصابين كاملة غير منقوصة, علي أن يعاملوا
نفس معاملة مبارك ونظامه, مضيفا: لا يعقل أن يعالج من أفسدوا مصر في أحسن
المستشفيات في حين يعاني من طالبوا بحقوقهم.
وأوضح أنور أن الأمر يختلف الآن بعد مجئ مجلس شعب يمكنه محاسبة الحكومة ـ
التي عينها المجلس العسكري علي حسن معاملة رجال النظام السابق, مؤكدا أن
الشعب الآن هو صاحب القرار بعد أن كان مهمشا. وحول برنامج المنصة لجمعة
اليوم العزة والكرامة, نفي أنور وجود برنامج محدد, متوقعا أنه سيكون مشابها
لبرنامج أمس الأول, وحسب الجموع الموجودة وغالبا ما تنضم إلينا جموع من
المحافظات المختلفة لأننا مازلنا نحتفل لاستكمال أهداف الثورة.
ووجه الدعوة لكل أطياف الشعب المصري للمشاركة في جمعة اليوم. وأعاد حالة
الخوف التي أثرت علي الشارع المصري خلال الأيام الماضية من الثورة الي
محاولات ـ بعض من سماهم ـ بـالمنتفعين الذين يستخدمون الإعلام لاستثارة
الرأي العام للاتيان بأفعال غير منضبطة.
وأعاد قيام أعداد من الاخوان بحماية منصتهم ليلة أمس الأول وطوال يوم أمس,
لاستشعارهم بوجود خطر من بعض ضعاف النفوس الذين قد يحاولون تعكير صفو مساء
ذكري الثورة, وهذا ما دفعهم للبقاء بعد أن قرروا الانصراف من يوم أمس.
وأكدت أم عبدالله وهي احدي المعتصمات بالميدان, منذ أحداث شارع محمد
محمود, ان الاعتصام سيظل مفتوحا حتي تحقيق مطالب الثورة التي منها رحيل
المجلس العسكري عن السلطة وتسليمها لتمجلس رئاسي مدني, وتحقيق الحرية
والعدالة, وحقوق الشهداء والمصابين, موضحة أن اليوم سيشهد انطلاق بعض
المسيرات الي خارج الميدان مثل دار القضاء العالي وماسبيرو.
وكانت مسيرة قد انطلقت من الميدان من الشباب المعتصمين الي شارع طلعت حرب
ولم تكمل طريقها فعادت مرة أخري من منتصف الشارع, ورددوا هتافات اشهد
يامحمد محمود اللي ماتوا كانوا أسود آه آه, حرية حرية يسقط يسقط حكم
العسكر.
ومن ناحية أخري, قرر ائتلاف شباب الثورة وتحالف الثورة مستمرة وبعض
الأحزاب والحركات مواصلة الاعتصامات بميدان التحرير والمسيرات بشوارع
الجمهورية حتي الحادي عشر من فبراير المقبل, لاستكمال مطالب الثورة, وعلي
رأسها القصاص للشهداء وتسليم السلطة للمدنيين فورا.
وقال عبدالرحمن فارس عضو ائتلاف شباب الثورة والتمتحدث الاعلامي لحزب
التيار المصري أحد أحزاب تحالف الثورة مستمرة السبعة, إن الائتلافات وبعض
الأحزاب سترفع اليوم مطلبين في الميدان, القصاص للشهداء وتسليم السلطة
لرئيس منتخب, وذلك بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة, مؤكدا أن حزب التيار
المصري أضاف مطلبا آخر وهو أن تجري هذه الانتخابات في يوم الحادي عشر من
فبراير المقبل وهو ذكري تنحي الرئيس السابق عن الحكم وسقوط نظامه.
وأضاف ـ لـالأهرام ـ أن الفعاليات ستستمر في الميدان وستخرج مسيرات بعد
صلاة الجمعة من عدة أماكن قاصدة الميدان, مشيرا الي أن الأيام المقبلة
تتضمن عدة مناسبات, فيوم الأحد موافق لذكري الشهيد, والثلاثاء(2/2) ذكري
موقعة الجمل.