أ/السيد حسين المدير
عدد الرسائل : 6001 العمل/الترفيه : معلم أول ا المزاج : عال العال تاريخ التسجيل : 01/04/2009
| | صخرة ديان "حائط مبكي" جديد في قلب سيناء | |
هل من الممكن أن تتخيل أن هناك نصبا تذكاريا للشهيد عبد المنعم رياض يقبع في قلب تل أبيب أو بجوار الكنيست الاسرائيلي؟ وهل لنا أن نتصور أن الشهداء المصريين في حرب48 أقيم لهم نصب في الاراضي التي احتلتها اسرائيل. وأن عائلاتهم لاتزال تزور هذا النصب لتقرأ لهم الفاتحة؟ بالطبع, فإن الاجابة المنطقية هي مستحيل أن يكون هذا أو ذاك. ولكن هذا المستحيل أصبح أمرا واقعا عند الاسرائيليين الذين نجحوا في إقامة نصب تذكاري لأحد عشر طيارا إسرائيليا بمدينة الشيخ زويد, في قلب سيناء المصرية. ولايزال هذا النصب قائما منذ عام1967وحتي الآن, جاثما علي أرض سيناء الحبيبة, رابضا فوق ثراها الطاهر الذي ووريت أجسام شهدائنا الابرار فيه, راكضا علي ترابها الذي سالت عليه دماء المصريين الذكية, يتحدي كل من ينظر إليه من المصريين, ويخرج له لسانه, هذا في الوقت الذي لايوجد فيه حتي الآن نصب تذكاري يمجد ويخلد أسماء شهداء أسري الحرب المصريين الذين قتلتهم إسرائيل في سيناء عام1956 وعام1967 ونهشت جثثهم كلاب البراري, وذئاب الصحراء, ولايعلم أحد بمقابرهم. ترجع بداية تلك القصة إلي1967 حينما سقطت طائرة عسكرية إسرائيلية بمدينة الشيخ زويد بالعريش, بالقرب من رفح المصرية, وكانت تضم حينذاك أحد عشر طيارا إسرائيليا لقوا حتفهم جميعا, وأمر موشيه ديان وزير الدفاع الاسرائيلي آنذاك بنحت صخرة ضخمة من جبل موسي المقدس بدير سانت كاترين لإضفاء نوع من القدسية علي النصب المنحوت علي ثلاث وجهات, الأولي علي شكل امرأة عربية تحمل طفلها وتهرول ناحية البحر تعبيرا عن الخوف من الصهاينة, والوجهة الثانية علي شكل خريطة سيناء منكسة, والثالثة علي شكل خريطة فلسطين, كما يراها الاسرائيليون, بينما حفرت أسماء الطيارين الإسرائيليين علي الصخرة باللغة العبرية, وثبتت في أعلي مكان بالشيخ زويد ليراها جميع أهالي سيناء. الإيحاء الأخر الذي تمثله الصخرة, التي سميت باسم صخرة ديان يتمثل في ضخامتها ارتفاعها لتوحي بالهزيمة والانكسار. والمثير أن هذه الصخرة تحولت بعد ذلك إلي حائط مبكي جديد يحج إليه الاسرائيليون كل عام ليذرفوا دموع التماسيح علي قتلاهم, وليتحول الأمر إلي مسمار جحا جديد علي أرض مصر, يضاف إلي أبو حصيرة والمعبد اليهودي, وغيرهما من الأماكن علي الأراضي المصرية. الأخطر أن النصب تحول إلي مزار سياحي للمصريين يحرصون علي زيارته عند ذهابهم إلي سيناء, ويلتقطون الصور التذكارية بجواره, ومن المفارقات العجيبة أن صخرة ديان مقامة علي أرض مملوكة لأحد أهم رموز المقاومة الشعبية في العريش, وهو المجاهد إسماعيل خطابي, وحينما أقام ديان النصب, اعترض المجاهد إسماعيل خطابي علي إقامته علي ارضه, وتقدم بعدة شكاوي الي جهات دولية, ومنها الصليب الاحمر, مطالبا فيها بحقه وتمسكه بأرضه, وشاركه إخوته في هذه الشكاوي وبسبب اعتراضه علي بقاء هذا النصب علي أرضه, اعتقلته السلطات الإسرائيلية خمس مرات, وبعد انتصار أكتوبر, توقع خطابي عودة أرضه إليه, وإزالة صخرة ديان, رمز الاهانة ولكن شيئا من هذا لم يحدث, محمد هندي, ناشط سياسي وحقوقي والمتحدث الاعلامي لحركة ثوار سيناء, قال إن أهالي سيناء يشعرون بالعار بسبب صخرة ديان التي تحمل أسماء أحد عشر جنديا إسرائيليا, ولم يتخيلوا أن يتم التغاضي عن هذا النصب الذي يحمل أسماء الجنود الاسرائيليين الذين ارتكبوا مذبحة للجنود المصريين. وأشار محمد هندي إلي أننا نمهل المسئولين فرصة لإزالة النصب قبل قيامهم بتحطيمه ورفع العلم المصري في25 أبريل عيد تحرير سيناء بدلا منه. علي جانب آخر, يري سياسيون وخبراء قانون دوليون أن من حق مصر إزالة هذا النصب, حيث يؤكد الدكتور عبد الله الأشعل, مساعد وزير الخارجية الأسبق, أستاذ القانون الدولي بالجامعة الأمريكية بالقاهرة, أن سيناء كلها ملك لمصر, وبالتالي فأي منشآت تقام علي أرض سيناء أو أي جزء من أرض مصر هي ملك للشعب المصري, ومادامت هذه الصخرة أو هذا النصب علي أرض مصرية, فمن حق المصريين أن يتصرفوا فيه وأن يفعلوا به كيفما يشاءون. مشيرا إلي أنه ليس من حق أي أنسان, أيا كان, أن يسمي أي مكان في أرض مصر باسمه, فما بالنا إذا كان هذا الجزء مسمي باسم واحد من ألد أعدائنا, ومقاما علي أعز وأغلي جزء من أرضنا؟ ويشير الدكتور حازم عتلم, أستاذ القانون الدولي بجامعة الزقازيق, إلي أنه لاتوجد مساءلة دولية في حالة إزالة مصر لهذا النصب, وإنما تخضع هذه الأمور لقواعد المجاملات بين الدول, أما الدكتور محمد شوقي, أستاذ القانون الدولي بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة فيجزم بأنه لايوجد في اتفاقية السلام المصرية ـ الاسرائيلية أي بند يتكلم عن هذا الامر, لأن هذا ـ حسب رأيه ـ من الأمور الترفيه. توجهنا الي السيد اللواء السيد عبد الوهاب مبروك, محافظ شمال سيناء, الذي أكد أن إنشاء هذا النصب كان بقرار سياسي, وأن إزالته تحتاج الي قرار سياسي أيض | |
|