أسماء بكري

,, أنت حرامي .. أنت هارب ..أنت مكانك السجن .. بهذه الكلمات
واجه د. محمد الطبيب المصري المقيم ببريطانيا وزير المالية السابق يوسف
بطرس غالى عند مقابلته في أحد شوارع لندن .

كيف فعل هذا؟ ولماذا قام به ؟ وما الذي قد يحدث له بعد
ذلك؟.. بوابة أخبار اليوم تجيب على هذه الأسئلة من خلال حوارها مع د.محمد
عبد الغنى طبيب الأمراض النفسية بمستشفى مودزلي جامعة كينجز كولدج لندن و
زميل الكلية الملكية للأطباء النفسيين ببريطانيا.

كيف كانت الواقعة؟؟

كنت أقود السيارة ورأيت يوسف بطرس غالى صدفة بوسط لندن في حي
نايتس بريدج وكان يعبر الشارع ففتحت نافذة السيارة وقلت له "أنت حرامي"
كررت مرة أخرى " يا يوسف يا بطرس يا غالى أنت حرامي" لأنني لم أتأكد أنه
سمعني في المرة الأولى ، خاصة وأنه كان على بعد 40 مترا ، وأعدت نفس الجملة
بصوت أعلى باللغة الانجليزية حتى يعرف المارة لماذا أرفع صوتي وماذا أقول
ولمن.
و كان معه سيدتان تحركن بسرعة وعبرن الشارع و رأيتهن من بعيد
دخلن إحدى المحال ، ووقف غالى في الجزيرة التي تقع في منتصف الشارع وكنت
أقف أنا في إشارة مرور، فلم أتمكن من النزول من السيارة ، لذا اضطررت أن
أسير في طريقي لأن اتجاه الشارع كان مخالفا وقد أخرج بطرس الموبايل وحاول
تصويري كنوع من التهديد بإبلاغ الشرطة البريطانية .

دخلت بالسيارة من شارع جانبي وعدت مرة أخرى على أمل أن أراه
،وبالفعل وجدته يسير على الرصيف ، سرت وراءه وقلت له بالانجليزي" أنت
حرامي .. فقال لي : أنت تسكت خالص، قلت له : أنت مكانك مش هنا، أنت المفروض
يكون مقبوض عليك ، أنت عليك نشرة من الإنتربول و المفروض يقبض عليك لأن
ضدك أحكام بمصر" .

بعد ذلك حاول إخافتي بتصوير نمرة السيارة وبدأ يسير عكس
اتجاها حتى لا استطيع الرجوع وراءه ، تركت السيارة ونزلت إلى الشارع وسرت
خلفه لفترة قليلة وبعد ذلك بدأت أحداث الفيديو الذي ظهر على المواقع.

ماذا حدث بعد انتهاء الفيديو؟

قمت بتحرير محضر رقمه cad 14-4-2012-6254 عن طريق الهاتف
وأخذوا بياناتي وقد أبلغت أنني رأيت المجرم الهارب يوسف بطرس غالى في هذا
المنطقة وهو صادر ضده أحكام قضائية في مصر ،وقمت بإعطاء مواصفاته فابلغوا
وحدة البوليس المحلية في تلك المنطقة حتى يبدءوا في البحث عنه ، وحتى الآن
لم يتم العثور عليه.

لماذا قررت فعل ذلك؟

نحن نمتلك نشاطا سياسيا قبل الثورة وكنت أنا وأربعة آخرون قد
أسسنا مجموعة " مصريون متحدون " حاولنا من خلالها رفع الوعي لدى الجالية
المصرية في بريطانيا وإطلاعهم أولا بأول على الأحداث والأمور التي تجري في
مصر .
وعندما علمنا بقدوم يوسف بطرس غالى إلى بريطانيا ، بدأنا في
البحث عن الإجراءات القانونية التي يمكن اتخاذها حتى يتم ترحيله لمصر ،
خاصة وأنه لا توجد اتفاقية تبادل بين مصر وبريطانيا وأن الحل الوحيد
لتسليمه لن يتأتى إلا بالضغط الشعبي .

ماذا تفعل إذا رأيته مرة أخرى ؟

أجاب مسرعاً " ياريت" أقابله مرة ثانية ، سأحدث له عقدة نفسية في حياته يحتاج في علاجها لطبيب أمراض نفسية.

"أعتقد أن واجبنا ألا نترك هؤلاء الأشخاص يعيشون حياة مريحة
وسهلة كأنهم لم يفعلوا شيئا ، هذا مجرم أكل حقوق المصريين ، وصدرت ضده
أحكاما قضائية ، لذا لا يجوز أن يستمتع بحياته ويجب أن يكون مطاردا ولكن في
حدود الأطر القانونية .

هل فكرت في عواقب ما فعلته اليوم مع يوسف بطرس غالي ؟

لا ، لأنني كنت مدركا ما أقوم به ، ولم أفعل شيئا غير قانوني
، كما أنني كنت أراعي ألفاظي ولم أتطاول عليه ، فقط قلت الحقيقة التي
أثبتها القانون. كنت أتمنى أن يقف ويتصل بالبوليس خاصة وأنني لا أستطيع
إيقافه بالقوة.. وعموما نحن على اتصال بمحامين وسنبحث كافة الإجراءات
القانونية الممكن اتخاذها لتسليمه إلى مصر .