- يعد موضوع الشخصية من الموضوعات الهامة في علم النفس.
- ويعد تعبير الشخصية من أكثر التعبيرات شيوعًا في حياتنا اليومية، فكثيرًا ما نقول إن هذا الشخص شخصية جذابة أو منفرة أو شخصية قوية أو ضعيفة، أو له شخصيات متعددة.
- وعلى الرغم من ذلك فإنه ليس من السهل تعريف هذه الظاهرة لعدة أسباب، منها:
1- الشخصية مفهوم مجرد.
2- الشخصية تكوين افتراضي ، ولكن يستدل عليه من السلوك الظاهر.
3- الشخصية مفهوم يشير إلى جوانب متعددة (جسمي وانفعالي وعقلي واجتماعي) .. الخ ، فكل منها يؤثر على الآخر ويتأثر به.
◄◄الخلاصة:
1- هذا الاختلاف يؤكد صعوبة تعريف الشخصية ، حيث إن كل عالم يؤمن بنظرية معينة يرى الشخصية من خلالها.
2- أن اختلاف العلماء في تعريف الشخصية أدى إلى وجود ثلاث فئات، لها:
الشخصية كمثير الشخصية كاستجابة الشخصية كتنظيم داخلي
(1) الشخصية كمثير:
تؤكد هذه التعريفات على التأثير الذي يحدثه الفرد في الآخرين.
- ومن هذه التعريفات أن « الشخصية هي مجموع ما يحدثه الفرد من تأثير في المجتمع».
عيوب هذا التعريف:
أ- نظرته السطحية التي تعبر عن قدرتها في التأثير على الآخرين فقط.
ب- تجعل للفرد شخصيات متعددة بناءً على قدرته التأثيرية.
ج- ينكر التنظيم الداخلي للشخصية.
(2) الشخصية كاستجابة:
- تؤكد هذه التعريفات على النمط الذي تتخذه استجابات الفرد للمثير.
- ومن هذه التعريفات «الشخصية هي استجابات الفرد المميزة للمثيرات الاجتماعية في البيئة، فهذا منبسط، وآخر منطوي».
عيوب هذا التعريف:
أ- تصور الفرد على أنه سلبي أثناء تفاعله مع البيئة، وذلك بالرغم أن كل فرد يؤثر ويتأثر بالبيئة المحيطة به.
ب- أغفل تعدد استجابات الفرد الواحد لنفس المثير في المواقف المختلفة.
ج- يركز على الاستجابات كمظهر موضوعي يعبر عن شخصية الفرد.
د- وكذلك تأكيده على الفردية المميزة لكل شخصية.
(3) الشخصية كتنظيم داخلي:
- تؤكد هذه التعريفات على أن الشخصية تنظيم متكامل من الجوانب الجسيمة والعقلية والمزاجية المتفاعلة، والتي تحدد أسلوب الفرد في التعامل.
- ومن هذه التعريفات أن « الشخصية هي التنظيم الذي يتميز بدرجة من الثبات والاستمرار لخُلُق الفرد ومزاجه وعقله وجسمه والذي يحدد توافقه المميز مع البيئة التي يعيش فيها».
عيوب هذا التعريف:
- عدم إدراك هذا التنظيم أو بعض مكوناته إدراكًا مباشرًا ، بل يستدل عليه من آثاره – إلا أن هذا التعريف يؤكد على التنظيم المتكامل للشخصية وتحديده لمكونات وأبعاد الشخصية.
- لذلك فقد عرف «ألبورت» الشخصية بأنها « تنظيم دينامي في الفرد لتلك الأجهزة الجسمية والنفسية التي تحدد أسلوبه الفريد في التوافق مع بيئته».
- من هذا التعريف نجد أن الشخصية تتميز بما يلي:
(أ) الفردية والتميز:
أي أن لكل فرد سلوكه الذي يميزه عن غيره من الآخرين، فطريقتك في الكلام أو المشي أو التعبير عن الفرح أو الخوف تختلف عن الآخرين.
(ب) التنظيم:
أي أن السلوك الذي يصدر عن الفرد يكون منظمًا ومتسقًا ، وهو ثابت إلى حد ما – ولكنه قابل للتغير نتيجة للتعلم الجديد.
(ج) التكامل:
الشخصية ليست مجموع سمات الفرد (مثل: الانطواء/ المثابرة / القلق) بل هي كلٌّ أكبر من مجموع أجزائه، وهذه الأجزاء تتفاعل معًا لتحديد أسلوبه الفريد.
ملحوظة: هناك مصطلحين قريبين من مصطلح الشخصية ويستخدمان أحيانًا بطريقة تثير الخلط بين الشخصية وبينهما، وهما مصطلح (الخلق) و(الشخصية والمزاج).
◄◄الشخصية والخُلُق:
1- الخُلُق هو الشخصية – إذ ننظر إليها في ضوء المعايير الأخلاقية. فنحكم على سلوك الشخص بأنه خير أو شر، صواب أو خطأ ؛ فالسرقة والخيانة من صفات الخُلُق، في حين أن التفاؤل والتشاؤم من صفات الشخصية.
2- الخلق جانب من الشخصية وليس الشخصية كلها.
3- الخلق نظام من الاستعدادات التي تمكننا من التصرف بصور ثابتة نسبيًّا تجاه المواقف الأخلاقية بالرغم من شدة الإغراء (مثل الأمانة).
◄الشخصية والمزاج:
1- المزاج هو جملة الصفات التي تميز انفعالات الفرد عن غيره، فهو يمثل جانبًا من الشخصية – لا الشخصية كلها.
2- هذا الجانب يتوقف في المقام الأول على عوامل وراثية، منها حالة الجهاز العصبي والغددي.. لذا كان من الصعب تغيير الصفات المزاجية للفرد.
3- ومن الصفات المزاجية (مستوى الحيوية والنشاط – المرح والعبوس).
4- لذا يرى العالم «أولبرت» أنه يجب قصر صفات الشخصية على الصفات التي يكتسبها الفرد أثناء نموه وهو يتكيف مع البيئة – وبما أن الصفات المزاجية نتاج للوراثة لذلك يجب عدم اعتبارها من صفات الشخصية.
◄سمات الشخصية:
نحن نحكم على الشخصيات في حياتنا اليومية أحكامًا عامة، نخرج بها بانطباعات عامة فتقول إن فلاناً ذو شخصية قوية أو جذابة أو مهزوزة، غير أن علم النفس
لا يعترف بهذه الانطباعات ولكن ينظر إلى الشخصية من زوايا مختلفة وهي ما تسمى (سمات الشخصية).
ويمكن تصنيفها على النحو الآتي:
1) سمات جسمية:
الصحة، والجمال، والقامة، وسلامة الحواس، وسرعة الحركة أو بطؤها، والمظهر العام للشخص.
2) سمات عقلية أو معرفية:
الذكاء – القدرات العقلية – الثقافة والمعارف العامة – وجهة نظره عن الناس والواقع.
3) سمات وجدانية وانفعالية:
الحالة المزاجية – الاستقرار الانفعالي – ضبط النفس – الاندفاعية – الشعور بالذنب، ومن هذه الصفات ما يرتبط بالجهاز العصبي والغددي للفرد.
4) سمات دافعية:
الرغبات – الميول – الاتجاهات – العواطف – المعتقدات – القيم، وهذه تكون شعورية أو لا شعورية.
5) سمات اجتماعية:
- الحساسية للمشكلات الاجتماعية، ومدى الاشتراك في النشاط الاجتماعي، وموقف الفرد من السلطة ومن القيم الاجتماعية.
- كذلك السمات الخلقية كالصدق أو الكذب – الأمانة – الخداع.
الثابتة ثباتًا نسبيًّا:
- السمات التي تدخل في بناء الشخصية وتميز كل شخصية عن غيرها هي «السمات الثابتة ثباتًا نسبيًّا».
- وهي التي يظهر أثرها في عدد كبير من المواقف، وليست السمات العارضة أو العابرة التي تتوقف على طبيعة الموقف أو نوع العمل الذي يؤديه الفرد